صقله ، فاشتهرت بذلك. كان أحمد هذا من عباد الله الصالحين ، كثير العبادة مشهورا بالزهد.
كان يذكر أنه سمع في صباه من أبي القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي بن بنت السّكّري شيئا من الحديث ، ولم يظهر له عنه شيء.
توفي يوم الأحد ثاني عشر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة باب حرب ، وكان من عباد الله الصالحين.
من أهل قزوين ، سكن الري ، فنسب إليها. سمع بقزوين أباه ـ وكان شافعيا لغويا ، وأبا الحسن علي بن محمد بن مهرويه وأبا الحسين أحمد بن علان ، وبأصبهان أبا القاسم سليمان الطبراني ؛ وببغداد محمد بن عبد الله الدوري. وقرأ عليه البديع أحمد ابن الحسين الهمذاني صاحب المقامات.
وكان مقيما بهمذان إلى أن حمل إلى الري ليقرأ عليه أبو طالب بن فخر الدولة علي بن ركن الدولة حسن بن بويه الديلمي ، فسكنها. وكان فقيها شافعيا حاذقا ، فانتقل إلى مذهب مالك في آخر عمره ، وسئل عن ذلك فقال : داخلتني الحمية (٢) لهذا الإمام المقبول (٣) على جميع الألسنة أن يخلو مثل هذا البلد عن مذهبه. فإن الري أجمع البلاد للمقالات والاختلاف. وقد حدث أبو الحسين ببغداد.
قال أبو الحسين بن فارس : دخلت بغداد طالبا للحديث ، فحضرت مجلس بعض أصحاب الحديث ، فرأيت شابا وعليه سمة جمال وليست معي قارورة ، فاستأذنته في كتب الحديث من قارورته ، فقال : من انبسط إلى الإخوان بالاستئذان فقد استحق الحرمان.
ومن شعره :
وقالوا كيف حالك قلت خير |
|
تقضي حاجة وتفوت حاج |
إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا |
|
عسى يوما يكون لها انفراج |
__________________
(١) انظر : وفيات الأعيان ١ / ١٠٠. ومعجم الأدباء ٤ / ٨٠.
(٢) على الهامش الأصل : «أعوذ بالله من الحمية حمية الجاهلية».
(٣) في الأصل : «المعقول».