بسم الله الرّحمن الرّحيم
استعنت بالله وحده
من أهل الموصل ، أحد الأئمة الأعيان. قدم بغداد في صباه ، وأقام بها مدة ، وقرأ القرآن بالروايات على البارع أبي عبد الله الحسين بن محمد الدباس ، وقرأ المذهب والخلاف على أسعد بن أبي نصر الميهني ، والأصول على أبي الفتح بن برهان ، وسمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن الحصين وأبي عبد الله البارع (٢) وأبي علي الحسين بن الخليل النسفي ، وسمع بالموصل من جده لأمه أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الباقي الثعلبي. ثم انتقل إلى دمشق ودرّس بها في الزاوية الغربية ، ثم قلد قضاء الشام بعد كمال الدين محمد بن عبد الله بن الشهرزوري في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ، وصنف مصنفات مفيدة في المذهب والأصول والخلاف.
مولده في ثاني عشر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.
وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وخمسمائة بمدينة دمشق وقد بلغ من العمر ثلاثا وتسعين سنة.
ولد بهراة ونشأ بها ، وحمله والده إلى بوشنج ، فأسمعه من أبي الحسن عبد الرحمن ابن محمد بن المظفر الداودي جميع صحيح البخاري ومسند الدارمي ومنتخب المسند لعبد بن حميد ، وسمع أيضا من أبي القاسم أحمد بن محمد بن محمد العاصمي ؛ وسمع
__________________
(١) انظر : طبقات القراء ١ / ٤٥٥. وطبقات الشافعية للسبكي ٤ / ٢٣٧. والنجوم الزاهرة ٦ / ١٠٩ ووفيات الأعيان ٢ / ٢٥٦. والعبر ٤ / ٢٥٦.
(٢) في الأصل : «البا».
(٣) انظر : وفيات الأعيان ٢ / ٣٩٢ ـ ٣٩٣. والعبر ٤ / ١٥١. وشذرات الذهب ٤ / ١٦٦.