حرف الياء
من أهل أوانا. قدم بغداد في صباه وتلقّن بها القرآن وأتقنه ، وقرأ بالقراءات الكثيرة على المشايخ ، ولازم مجالس العلم ، وحصل النسخ والأصول ؛ ولم يزل في التحقيق والتجويد وضبط القراءات والإتقان حتى صار أحد القرّاء المشار إليهم. قرأ القرآن بالقراءات على عمر بن ظفر المغازلي وأبي الكرم بن الشهرزوري ؛ وانحدر إلى واسط وقرأ بها على أبي الكرم محفوظ بن الحسين بن عبد الباقي بن التاريخ ، وسمع الحديث من أبي عبد الله محمد بن علي بن الجلابي وأبي العباس بن الطلاية وأبي الفضل بن ناصر وابن الشهرزوري في آخرين ؛ وحدّث كثيرا ، سمعت منه ، ولم يكن ثقة ، ولا مرضيا في دينه ولا في روايته ، فإنه كان مرتكبا للفواحش والمنكرات في المساجد. رأيته مرارا يبول في بالوعة المسجد ويخلّ بالصلوات. وكان يدّعى أنه قرأ على أبي محمد بن بنت الشيخ بجميع ما عنده ويروي عنه ، ولم يكن بيده خطه ؛ ولم يذكر أحد من تلامذة أبي محمد أنه رآه عنده قط.
مولده في ليلة رابع عشري ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
وتوفي في ليلة ثالث عشري صفر سنة ست وستمائة ، ودفن بباب حرب.
كان فقيها فاضلا أديبا بليغا ، مليح الشعر ، لطيف المعاني ، رقيق الغزل ، وكان يتشيع. قدم بغداد ، وجالس أبا زكريا التبريزي ، فقرأ عليه شيئا من شعره.
ومن شعر الحصكفي من أول قصيدة :
أقوت مغانيهم فأقوى الجسد |
|
ربعان كل بعد سكن فدفد |
أسأل عن قلبي وعن أحبابه |
|
ومنهم كل فقير يجحد |
وهل يجيب أعظم باليد |
|
أو رأيتم دارسه من ينشد |
توفي بميافارقين في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، وكان مولده بعد الستين.
__________________
(١) انظر : طبقات القراء ٢ / ٣٦٨. وشذرات الذهب ٥ / ٢٣.
(٢) انظر : النجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٨. ووفيات الأعيان ١٥ / ٦٥١. والأعلام ٩ / ١٨٣. ومعجم الأدباء ٢٠ / ١٨ ـ ١٩. والمنتظم ١٨ / ١٢٨٠١٣٣.