مات في صفر سنة ثمان عشرة وخمسمائة ، هكذا ذكره ولده نصر الله.
أخو الإمام أبي حامد. من أحسن الناس كلاما في الوعظ ، وأرشقهم عبارة ، مليح التصرف فيما يورده ، حلو الاستشهاد ، أظرف أهل زمانه وألطفهم طبعا. دخل بغداد ونزل برباط شيخ الشيوخ ، وعقد مجلس الوعظ بجامع القصر وبالمدرسة التاجية وغيره.
قرأ المقرئ بين يديه بالمدرسة التاجية : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) ـ الآية شرفهم بياء الإضافة إلى نفسه بقوله : يا عبادي ، ثم أنشد :
وهان على اللوم في جنب حبها |
|
وقول الأعادي إنه لخليع |
أصم إذا نوديت باسمي وإنني |
|
إذا قيل لي يا عبدها لسميع |
ومن شعره :
أتاني الحبيب بلا موعد |
|
فأخلق خلق الورى بالكرم |
أعاد الوصال وعاد الفراق |
|
فحق التلاقي وزال التهم |
فما زلت أرتع روض المنى |
|
كما كنت أقرع سن الندم |
وله :
أنا صب مستهام وهموم لي عظام |
|
طال ليلي دون صحبي سهرت عيني وناموا |
أرقب عيني لترق فشربناها وصاموا |
|
بي غليل وعليل وغريم وغرام |
ففؤادي لحبيبي ودمي ليس حرام |
|
ثم عدولي لعذولي آفة العشق كرام |
توفي بقزوين في حدود سنة عشرين وخمسمائة ـ رحمهالله تعالى.
من أهل مرو الروذ سكن بغداد ، وكان من متكلمي المعتزلة ، ثم فارقهم وصار ملحدا.
قال القاضي أبو علي التنوخي : كان ابن الراوندي ملازم أهل الإلحاد ، فإذا عوتب
__________________
(١) انظر : ميزان الاعتدال ١ / ٦١. ولسان الميزان ١ / ٢٩٣. والمنتظم ١٧ / ٥٨١.
(٢) في وفيات الأعيان : «أبو الحسين».
(٣) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٧٨ ، ٧٩. والأعلام ١ / ٢٢٥. والعبر ٢ / ١١٦.