حرف الطاء
تقدم ذكر والده في هذا المختصر. ولد بالري ، وبكر به أبوه فأسمعه من أبي الفتح عبدوس بن عبد الله الهمذاني وأبي منصور محمد بن الحسين المقدمي وأبي الحسن محمد بن منصور بن علان وأبي محمد عبد الرحمن بن محمد الدوني ، وسمع ببغداد أبا الحسين علي بن محمد بن العلاف وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان. وسكن همذان إلى حين وفاته. وكان تاجرا لا يفهم شيئا من العلم ، وحدث بالكثير ، وعمّر ، وانفرد ببعض مروياته ، وكان شيخا صالحا. حمل جميع كتب والده ـ وكانت كلها بخطه ـ إلى الحافظ أبي العلاء بهمذان ، ورفعها على جميع أهل العلم وسلّمها إليه ، وسمعت من يذكر أنها كانت في ثلاثين غرارة.
قدم بغداد بعد الخمسين وخمسمائة ، وحدث بها بالكثير. سمع منه الأئمة : ابن الخشاب وابن شافع وابن الجوزي في آخرين. وذكر من سمعه يقول : حججت عشرين حجة.
مولده في الرابع والعشرين من رمضان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة بالري. وتوفي بهمذان في سابع ربيع الآخر سنة ست وستين وخمسمائة.
من ولد زينب بنت سليمان بن علي. كان يسكن بباب البصرة. ولى النقابة على العباسيين ببغداد في رجب سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. سمع من أبي الفتح هلال ابن محمد الحفار وأبي نصر أحمد بن محمد بن حسنون النّرسيّ وأبي الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان وأبي عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزّال في آخرين. وانفرد بالرواية عن أكثر شيوخه وحدث بالكثير ؛ وأملى خمسة وعشرين مجلسا بجامع المنصور ، وأملى بمكة والمدينة مجالس ، روى عنه الحفاظ : محمد بن ناصر السلامي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وسعد الخير وشهدة بنت الإبري وهي آخر من حدث عنه.
__________________
(١) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٢١٧. والعبر ٤ / ١٩٢.
(٢) انظر : النجوم الزاهرة ٥ / ١٦٢. وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٦. والمنتظم ١٧ / ٤٣ ـ ٤٤. والعبر ٣ / ٣٣١.