ولد بسهرورد وقدم بغداد في صباه ، وصحب عمه وغيره ، وسلك طريق الرياضيات ، وقرأ الفقه والخلاف والعربية ، وسمع الحديث. ثم انقطع عن الناس ولازم الخلوة ، واشتغل بإدامة الصيام والقيام والذكر إلى أن خطر له عند علو سنه أن يظهر للناس ويتكلم عليهم ؛ فعقد مجلس الوعظ بمدرسة عمه على شاطئ دجلة ، وكان يتكلم على الناس بكلام مفيد ، وظهر له قبول عظيم من الخاص والعام ، واشتهر اسمه ، وقصده المريدون. سمع الحديث من عمه ومن أبي المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبي الفتح بن البطي وأبي زرعة المقدسي في آخرين. وحدّث وصنّف مصنفات مفيدة ، منها مغاني المعاني ، وأضر في آخر عمره.
أنشدني عمر بن محمد السهروردي لنفسه :
ربع الحمى مذ حللتم معشب نضر |
|
تروق أكنافه يزهو بها النظر |
لا كان وادي الفضا لا ينزلون به |
|
ولا من (١) الحمى سحّ في أرجائه مطر |
ولا الرياح وإن رقت نسائهما |
|
إن لم تفد (٢) نشركم لا ضمها سحر |
ولا خلت مهجتي تشكو دسيس جوى |
|
وحر قلبي بريّا حبكم عطر |
ولا رقت عبرتي حتى يكون لمن |
|
ذاق الهوى وصبا في عبرتي عبر |
أنبأنا عبد ... (٣) من شيوخنا ، قالوا : أنبأنا أبو عبد الله السهروردي مولده في رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
وتوفي ببغداد في ليلة الأربعاء مستهل محرم سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ، ودفن بالوردية في تربة له مستجدة ـ رحمهالله.
من أهل دار القز. سمع الكثير بإفادة أخيه ومن آباء القاسم هبة الله بن الحصين وهبة الله بن أحمد الحريري وهبة الله بن عبد الله الواسطي وأبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبي المواهب أحمد بن ملوك وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري
__________________
(١) «من» إضافة من الهامش.
(٢) هكذا في الأصل.
(٣) مكان النقط كلمات ممسوحة.
(٤) انظر : النجوم الزاهرة ٦ / ٢٠١ ـ ٢٠٢. ووفيات الأعيان ٣ / ١٢٤. والزيل على طبقات الحنابلة ، ولسان الميزان ٤ / ٣٢٩.