تفقه في صباه على مذهب أحمد بن حنبل على أبي الوفاء بن عقيل ، ثم انتقل إلى مذهب الشافعي ، وقرأ على أبي بكر الشاشي وأبي حامد الغزالي ، وكان ذكيا ، خارق الذهن ، ولم يزل يبالغ في الطلب والاشتغال والحفظ والتحقيق وحل المشكلات واستخراج المعاني حتى صار يضرب به المثل. ولى التدريس بالنظامية ، ثم عزل عنها.
سمع الحديث بنفسه من أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعال.
توفي يوم الأربعاء ثامن عشر جمادى [الأولى] (٢) من سنة ثمان عشرة وخمسمائة ، وصلّى عليه بجامع القصر ودفن بباب أبرز.
نقيب الطالبيين ببغداد. ولى النقابة على الطالبيين بعد أبيه في سنة ثلاثين وخمسمائة ، ولم يزل على ولايته إلى حين وفاته ، وكان يسكن بالحريم الظاهري في دار له مشرفة على دجلة.
سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار الصّيرفيّ ، وكان مجدا في الرواية ، وكان يشعر شعرا حسنا ، وينثر نثرا فائقا ، فمن شعره :
دمع يخد وجنة تتخدد |
|
وجوى يزيد وزفرة تتجدد |
وصبابة ترمي وصبر نافر |
|
وضنى يجول وجور وجد يلبد |
وهوى يشعب فكرتي ويذيبني |
|
شوقا يقسمه كواعب خرد |
وحنين قلب واشتجار وساوس |
|
ودوام تهيام وجفني يسهد |
وأنين خلب محدق وغرام ووج |
|
د معلق وجوارح تتلبد |
ونحول جسم واضح وسقام ح |
|
ب فاضح وحياد عقل يشرد |
__________________
(١) انظر : طبقات الشافعية ٤ / ٢٤. والأعلام ١ / ١٦٧.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من طبقات الشافعية.
(٢) انظر : معجم الأدباء ٤ / ٧٠ ـ ٧٢.