شاعر مجيد ، ذكره أبو عبد الله الكاتب في الخريدة وأثنى عليه ، ومن شعره :
أمتعب ما رق من جسمه |
|
بحمل السيوف ونقل (٢) الرماح |
علام تكلفت حملانها |
|
وبين جفونك أمضى السلاح |
وله :
لا تنكرين عليّ يا شمس الهدى |
|
أني مررت عليك غير مسلم |
فالشمس لا تخفي ولكن ضوأها |
|
مخفف لها عن ناظر المتوسم |
توفي بالموصل في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
مولده ومنشؤه باليمن ، وطرا إلى الشام ، وسافر منها إلى العراق ، ولقي الصاحب ابن عباد ، وقرأ عليه وانتحل مذهب الاعتزال ، وأقام ببغداد ودوّن بها شيئا من شعره ، ثم عاد إلى الشام. وكان أديبا فاضلا متورعا.
وبلغ من تورعه أنه كان نسخ شعر البحتري ، فلما بلغ إلى أبيات فيها هجو امتنع من كتبها وقال : لا أسطر بخطي مثالب الناس ومساوئهم تحرجا من ذلك ؛ ومن شعره قوله :
لها ريقة أستغفر الله إنها |
|
ألذ وأشهى في المذاق من الخمر |
وصارم طرف ما يفارق غمده |
|
ولم أر شيئا قط في غمده يفرى |
وقال :
هل الوجد إلا أن تلوح خيامها |
|
فتقضي يا هذا السلام ذمامها |
وقفت بها أبكي وتردم أينقي |
|
وتصهل أفراسي وتدعو حمامها |
ولو بكت الورق الحما [ثم] (٤) شجوها |
|
بعين نجى أطواقهن انسجامها |
__________________
(١) انظر : الأعلام للزركلي ٥ / ١٥٨.
(٢) في فوات الوفيات : «وثقل».
(٣) انظر : النجوم الزاهرة ٤ / ٢٦٣. ووفيات الأعيان ٣ / ٦٠. وكشف الظنون ، ص ٧٧١. ومرآة الجنان ٣ / ٩٢. وشذرات الذهب ٣ / ٢٠٤.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.