مولده يوم الجمعة رابع رمضان سنة أربع وخمسين وأربعمائة ، وتوفي ليلة الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء ثامن عشر من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وخمسمائة بباب حرب في مقابر الشهداء ، وصلى عليه بجامع القصر وبالنظامية.
كان والده يلي الوزارة لركن الدولة الحسن بن بويه ، وهو من طالقان ، وولى ولده إسماعيل الكتابة لمؤيد الدولة أبي منصور بويه بن ركن الدولة أبي علي في أول أمره. ورد معه إلى بغداد في أيام معز الدولة وجالس بها العلماء. وسمع الحديث من شيوخ ذاك الوقت.
قال أبو بكر محمد بن منصور بن إسماعيل : كنت في مجلس الصاحب بن عباد بالري لوقعة وقعت لي مع الباعة فرفعتها إليه وقد حضر جماعة من الفضلاء والأدباء ، وتجاروا في طلب التجانس في أشعار المحدثين ، فقال صاحبه الخاص أبو القاسم الكاتب : كان مولانا الصاحب ببغداد في مجلس عضد الدولة ، فتجاروا بمثل ذلك ؛ فأنشدنا كاتب الأمير بالحضرة ، وعضد الدولة حاضر ، فقال : ومن أطرف التجانس قول مولانا :
طربت من الصبوح إلى الصباح |
|
ونثرت الراح بالعدد الملاح |
وكان الثلج والكافور تبرا |
|
ونارا بين نارنج وراح |
فمشمومي ومشروبي وزادي |
|
وصبحي والصبوح مع الصباح |
حريق في حريق في حريق |
|
صباح في صباح في صباح |
قال أبو القاسم الكاتب : فقلت مسرعا : ولمولانا الصاحب على هذا الوزن والقافية ، وأنشدت بحضرتهما :
تبسم إذ تبسم عن أقاح |
|
وأسفر حين أسفر عن صباح |
وأتحفني بكأس من رضاب |
|
وكأس من حنى ورد وراح |
له وجه يدل به وطرف |
|
يمرضه فيسكر كل صاحي |
حبيبك والمجلد والثنايا |
|
صباح في صباح في صباح |
__________________
(١) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٢٠٦ ـ ٢١٠. وأنباء الرواة ١ / ٢٠١ ـ ٢٠٢. ومعجم البلدان ٤ / ٩.
ومعجم الأدباء ٦ / ١٦٨. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٧٥ ـ ٣٧٧.