وكان عارفا فاضلا وبليغا مترسلا ومتفننا في كثير من العلوم الدينية والأدبية والنجومية. وكان خبيث الباطن ، كثير الحيل ، شديد الحسد على الفضل وإن أظهر الميل إلى أهله.
ومن شعره :
تأمل من أهواه صفرة خاتمي |
|
فقال حبيبي لم نحيت أحمره |
فقلت له من أحمر كان فصه |
|
ولكن سقامي حل فيه فغيّره |
توفي في رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة بميافارقين عن ست وأربعين سنة ، وحمل تابوته إلى الكوفة فدفن هناك. وكان كثير الفضائل ، جيد الترسل ، شديد الذكاء ـ رحمهالله.
من أهل أصبهان. كان يتولى الطغراء للسلطان محمد بن ملك شاه ، وهي علامة تكتب على التوقيعات. وكان من أفراد الدهر وأعيان العصر ، غزير الفضل ، كامل العقل ، وشعره ألطف من النسيم ، وأرق من حواشي النعيم. قدم بغداد وأقام بها مدة ، وروى بها.
ومن شعره :
تمنيت أن ألقاك في الدهر مرة |
|
فلم أك من ذاك التمني بمرزوق |
سوى ساعة التوديع دامت فكم منى |
|
أنالت وما قامت بها أملا سوقي |
فيا ليت أن الدهر كل زمانه |
|
وداع ولكن لا يكون بتفريق |
ومن شعره :
ذكرتكم عند الزلال على الظما |
|
فلم أنتفع من ورده ببلال |
وحدثت نفسي بالأماني فيكم |
|
وليس حديث النفس غير ضلال |
أواعدها قرب اللقاء ودونه |
|
مواعيد دهر مولع بمطال |
يقر بعيني الركب من نحو أرضكم |
|
يرجون عيشا قيدت بكلال |
__________________
(١) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٤٣٨ ـ ٤٤٢. ومعجم الأدباء ١٠ / ٥٦ ـ ٧٩