الفراء وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وعبد الوهاب الأنماطي ، وحدّث وأملى عدة مجالس بالديوان الزمامي.
ومن شعره قوله :
ربما فاتك ما تهواه والخيرة فيه |
|
وكثيرا يعطب الإنسان فيما يشتهيه |
وينال المرء ما يرجوه فيما يتقيه |
توفي ليلة الأحد لاثنتي عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ستين وخمسمائة ببغداد.
وكان مولده في صفر سنة تسع وستين وأربعمائة ـ قاله ابن شافع.
أنشد القاسم بن عمر الخليع لنفسه يوم مات الوزير :
مات يحيى ولم نجد بعد يحيى |
|
ملكا ماجدا به يستعان |
وإذا مات من زمان كريم |
|
مثل يحيى به يموت الزمان |
من أهل منبج. قدم بغداد واستوطنها ، وكان من ذوي الثروة الواسعة والحرفة الكاملة. وله شعر حسن لطيف.
أخبرنا شهاب الحاتمي أن ابن السمعاني [قال] أنشدنا يحيى بن نزار المنبجي لنفسه :
لو صدّ عنّي دلالا أو معاتبة |
|
لكنت أرجو تلاقيه وأعتذر |
لكن ملالا فلا أرجو تعطفه |
|
جبر الزجاج عزيز حين ينكسر |
قال : وأنشدني لنفسه :
وأغيد غض زاد خط عذاره |
|
لعاشقه في همه والبلابل |
تموج بحار الحسن في وجناته |
|
فتقذف منها عنبرا في السواحل |
وتجرى بخديه الشبيبة ماءها |
|
فتنبت ريحانا جنوب الجداول |
مولده بمنبج في محرم سنة ست وثمانين وأربعمائة.
وتوفي ببغداد في ليلة سادس ذي حجة سنة أربع وخمسين وخمسمائة ، ودفن بالوردية ، وكان سبب موته أنه وجد في أذنه ثقلا ، فاستدعى إنسانا في الطرقية فامتص أذنه ، فخرج شيء من مخه ، فكان سبب موته ـ قاله صدقة بن الحسين بن الحداد.
__________________
(١) انظر : النجوم الزاهرة ٥ / ٣٠٠. ووفيات الأعيان ٥ / ٢٧٤ ـ ٢٨٧. وشذرات الذهب ٤ / ١٩١.
والأعلام ٩ / ٢٢٢. والدارسي ١ / ٤٠٩. والعبر ٤ / ٢١٢. والمنتظم ١٨ / ٥٥ ومرآة الجنان ٨ / ٢٥٥.