سمع الكثير من أبوي القاسم صدقة بن محمد القرشي وتمام بن محمد الرازي وأبي محمد عبد الرحمن بن عثمان التميمي ، ثم دخل بغداد فسمع بها أبا الحسن بن مخلد وأبا علي بن شاذان وأبا الحسن الحمامي وأحمد بن علي بن البادا. وكتب بخطه الكثير ، وحدث ببغداد بيسير. روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب وأبو عبد الله الحميدي وأبو القاسم بن السّمرقندي ـ وهو آخر من روى عنه.
مولده في رجب سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
وتوفي بدمشق في سنة ست وستين وأربعمائة في ليلة العشرين من جمادى الآخرة.
قدم بغداد في سنة خمس وستمائة فسمع بها من أصحاب ابن الحصين وابن البنا ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري. وانحدر إلى واسط فسمع بها من شيخنا القاضي أبي الفتح بن الماندائي ، وتوجه إلى أصبهان فسمع بها معجم الطبراني من عفيفة الفارقانية ، ومسند أبي يعلى الموصلي من أبي المجد زاهر بن أبي طاهر الثقفي. وسافر إلى خوارزم ومرو وبخارى وسمرقند وسمع بها. ثم إنه سافر إلى إربل والموصل وحلب ودمشق وسمع هناك كثيرا. وعاد إلى بغداد وأنا بأصبهان في رحلتي الثانية إليها ، وتوجه إلى البصرة فأدركه أجله بها. وكان قد حدث ببغداد ، سمع منه عبد الغني بن مشرف ، وكان قد سمع كثيرا ، وقرأ بنفسه وكتب بخطه ، وحصل الأصول والكتب الكثيرة (٢). وكان فاضلا صدوقا لطيفا.
سألته عن مولده ، فقال : ولدت بطبيرة من غربي الأندلس في شوال سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
وتوفي بالبصرة في رمضان سنة سبع عشرة وستمائة ، ودفن من الغد بمقابر الشهداء،رحمهالله.
__________________
(١) انظر : شذرات الذهب ٥ / ٧٨.
(٢) في الأصل : «الكثير».
(٣) انظر : شذرات الذهب ٥ / ٨١.