من أهل نيسابور ، من بيت العلم والتصوف والإمامة. حضر على جده وسمع أباه وعميه أبا سعد عبد الله وأبا منصور عبد الرحمن وأبا صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن وأبا نصر عبد الرحمن بن علي بن موسى التاجر وأبا بكر محمد بن إبراهيم ابن يحيى المزكي وأبا عمرو عبد الوهاب بن عبد الرحمن السلمي وأبا سعيد محمد بن عبد العزيز الصفار وجدّته فاطمة بنت أبي علي الدقاق في آخرين. وقدم بغداد وحدّث بها ، وسمع بها من أبي القاسم بن بيان وغيره ، وتفرد بالرواية عن جده.
أخبرنا الحاتمي أنّ ابن السمعاني قال : هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيري خطيب نيسابور ، وهو مقدم القشيرية بها ، ويرجع إلى فضل ويمن ومعرفة بعلوم القوم ، طريف ، حسن الأخلاق ؛ وحضرت مجلس إملائه ، وسمعت جماعة من أصحابنا أنه ادّعى سماع الرسالة عن جده وغيرها من تصانيفه ، وما ظهر له أصلا فيه سماعه عنه غير أجزاء من حديث أبي العباس السراج ومجالس من إملائه وكتاب عيون الأجوبة في فنون الأسئلة.
مولده في العشرين من جمادى الأولى سنة ستين وأربعمائة.
وتوفي يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس رابع عشر شوال سنة ست وأربعين وخمسمائة ، ودفن عند أجداده بنيسابور.
قرأ الأدب وكتب الخط المليح ، وجالس العلماء ، وسمع الحديث ، وكتب من الأدب كثيرا ، وصنف كتبا حسنة مفيدة ، منها كتاب «أخبار الأدباء» ، وكتاب «أخبار الشعراء» ، وكتاب «أسماء البلدان والجبال والمياه والأماكن» ، وتاريخا على السنين وغير ذلك. وكان غزير الفضل ، صحيح النقل ، متحرّيا ، صدوقا ، له النظم الحسن والنثر الجيد.
__________________
(١) انظر : طبقات الشافعية للسبكي ٤ / ٣٢٢. وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٠٩. وشذرات الذهب ٤ / ١٤٠. والعبر ٤ / ١٢٥. والأعلام ٩ / ٥٧. ومرآة الجنان ٣ / ٢٨٤.
(٢) انظر : النجوم الزاهرة ٦ / ١٥٢. وشذرات الذهب ٥ / ١٢١. ومرآة الجنان ٤ / ٩٥. ومعجم المؤلفين ١٣ / ١٧٨. ومعجم الأدباء ٨ / ١٥٧.