القارئ وزاهر بن طاهر الشحامي وأخيه أبي بكر وجيه في آخرين. وحدث بجزء خرّجه (١) بنفسه عن هؤلاء الشيوخ وغيرهم ، سمعه منه الحافظ أبو الحسن علي المقدسي. سمعت أنه لم يكن سماعه من الفراوي صحيحا ، وأنه لم يكن موثوقا به ، وقد رأيت سماع أخويه بنيسابور أبي جعفر عبد الواحد وأبي عبد الله عبد الكريم ابني فيروز من الفراوي بخط محمد بن علي الطوسي ، فلعله وثب على سماع أخويه فادّعاه.
مولده في سابع عشري رجب سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. وتوفي رحمهالله.
قال ابن الدبيثي : وبلغنا أنه اختلط ـ يعني عبد الخالق بن فيروز ـ في شيء من مسموعاته ، وادعى سماع ما لم يسمعه ، وتكلم الناس فيه ولم يحدّث ببغداد بشيء.
تلميذ أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج ، قرأ عليه ونسب إليه ، وقرأ أيضا على أبي جعفر بن رستم الطبري كلام أبي عثمان المازني وأبي الحسن علي بن سليمان الأخفش. وسافر إلى الشام ، وأملى بدمشق أمالي ، روى عنه أحمد بن علي الحبال الحلي وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. ويقال : إنه كان متشيعا ، فكان إذا قام من مجلسه بجامع دمشق غسلوا موضعه لأجل تشيعه. وله مصنفات ، منها الجمل والإيضاح وشرح خطبة أدب الكاتب. ويقال : إنه لما صنف كتاب الجمل لم يضع من مسألة إلا وهو على طهارة.
توفي بطبرية في رمضان من سنة أربعين وثلاثمائة ـ قاله عبد العزيز بن أحمد الكتاني.
كان والده يعمل الصفر بنهر القلاءين ، توفي وهو صغير. فلما ترعرع ، حمله عمه
__________________
(١) في الأصل : «يحرحرحه».
(٢) انظر : وفيات الأعيان ٢ / ٣١٧ ـ ٣١٨. وشذرات الذهب ٢ / ٣٥٧. والعبر ٢ / ٢٥٤. ونزهة الألباب ص ٣٧٩.
(٣) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٢٧٩ والبداية والنهاية ١٣ / ٢٨. ومفتاح ١ / ٢٠٧. وآداب اللغة ٣ / ٩١. ومرآة الزمان ٨ / ٤٨١. والأعلام ٣ / ٣١٦ ـ ٣١٧. ومقدمة كتاب المنتظم ، لابن الجوزي ، الجزء الأول ط. دار الكتب العلمية.