من أهل نيسابور ، من بيت مشهور بالعدالة والرواية. سمع جده وأبا بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي ـ وهو آخر من حدث عنه ، وأبا نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري في آخرين. وقدم بغداد في سنة ثمانين وخمسمائة وحدث بها ، سمع منه الحافظ أبو بكر الحازمي.
مولده في ربيع الأول سنة سبع وتسعين وأربعمائة.
وتوفي في شعبان سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
من أهل الإسكندرية. قدم بغداد واستوطنها ، ومدح بها الإمام الناصر لدين الله. وكان شاعرا مجيدا ، مليح الشعر ، فاضلا ، أديبا ، فقيها مالكيا ، مليح الشيبة ، حسن السمت ؛ رتب شيخا برباط العميد بالجانب الغربي ، وناظرا في أوقافه.
أنشدني عبد العزيز بن عبد المنعم العبدري بالإسكندرية ، قال : أنشدني والدي لنفسه ببغداد مادحا أمير المؤمنين الناصر لدين الله ، ويهنئه :
يا ساحر الطرف ليلي ما له سحر |
|
وقد أضر بجفني بعدك السهر |
يكفيك مني إشارات بعين ضنى |
|
لم يبق مني لا عين ولا أثر |
أعاذك الله من شر الهوى فلقد |
|
أذكى على كبدي نارا لها شرر |
غررت فيه بروحي بعد ما علمت |
|
إن السلامة من أسبابه غرر |
وكان عذبا عذابي في بدايته |
|
فصار في الصبر طعما (٣) دونه الصبر |
ولست أدري وقد مثلت شخصك في |
|
قلبي المشوق أشمس أنت أم قمر؟ |
ما صور الله هذا الحسن في بشر |
|
وكان يمكن أن لا تعبد الصور |
من لي برد غديات بذي سلم |
|
حيث النسيم عليل والثرى عطر |
__________________
(١) انظر : معجم المؤلفين ٦ / ١٩٤. وشذرات الذهب ٤ / ٢٨٩. والعبر ٤ / ٢٦٢.
(٢) انظر : فوات الوفيات ٢ / ٣٣. والأعلام ٤ / ٣١٦.
(٣) في الأصل : «طعم».