أحاديث في فضائل الخلفاء الثلاثة وغيرهم من الصحابة لمعارضة فضائل الإمام علي عليهالسلام ، ونقضها ، وهي أحاديث غاية ما يُدَّعى لها أنَّها أحاديث ضعيفة ، فهي لا تصل إلى درجة الحسن ، والصحيح ، والمتواتر من الأحاديث التي رويت في فضله ، ولا تقوى على معارضتها ، ونقضها ، ولكن التعصّب الأعمى جعلها من المسلمات التي لا يتطرق إليها الشك ، وسوَّغ الاحتجاج بها ، فغُضَّت الأبصار عن أحوال رواتها ، ولم ينظروا إلى ما يبين ضعفها ، ويثبت وضعها ، وعدم جواز روايتها ، لأنَّ روايتها كذب وافتراء على الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقالوا بحجية الحديث الضعيف في المناقب (١) ، يضاف إلى ذلك أنَّ بعضهم تجاوزوا الحد ، فأنكروا تواتر الأحاديث التي رويت في فضل الإمام علي عليهالسلام ، وعمدوا إلى الصحيح ، والحسن منها ، فاختلفوا لهما عللاً ليس عليها دليل ، فقالوا بضعفها ، وادَّعى بعضهم لقسم منها الوضع استناداً إلى تلك العلل الموهومة التي اختلقوها.
٣ ـ النصوص ، وهي قسمان :
الأول : النصوص القرآنية المفسرة في إمامة علي عليهالسلام وولايته ، وهي كثيرة يتطلب البحث فيها وضع كتاب مستقل (٢) ، فكل الآيات المفسرة في فضله تدل على خلافته بالتطابق ، أو بالإلتزام ، فالآيات التي دلت على سبق إيمانه ، أو كونه من أهل الجنة ، وما إلى ذلك كلها تدل على أفضليته ، وتستلزم تقديمه للخلافة على من دونه في الفضل ، وأمّا آية الولاية وغيرها من الآيات المفسرة في الولاية ، فهي
__________________
(١) قال ابن حجر المكي في كتابه : (تطهير الجنان ص ١٢) الملحق بكتابه : (الصواعق المحرقة) ما نصه : (الذي أطبق عليه أئمتنا الفقهاء والأصوليون والحفاظ أنّ الحديث الضعيف حجة في المناقب).
(٢) إستدل العلامة الحلي رحمهالله في كتابه : نهج الحق بثمانين آية منها ، وأضاف إليها الحجة الشيخ محمد حسن المظفر رحمهالله عشرين فكانت مائة أية (راجع دلائل الصدق ٢ / ٤٤ ، ٢٢٦).