يعتذرون منه ، وقالوا : (استكر هناك ، ولم يكن ذلك لنا ، فإن شئت فاقعد) ، فرد عليهم قائلاً : «لا ينبغي لنبي إذا لبس لامته أن يضعها حتى يقاتل» ، ثمَّ خرج بألف من أصحابه.
وخرج رأس المنافقين عبد الله بن اُبي بن سلول مع الجيش ، وفي الطريق انظم إليه المنافقون ، فاتفقوا على العودة إلى المدينة المنورة متعللين بمخالفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لرأيهم في البقاء فيها ، فعاد ومعه ما يقرب من ثلث ذلك الجيش ، بينما واصل الباقون سيرهم نحو اُحد للقاء العدو.
وصل الجيش الإسلامي إلى اُحد ، فأمرهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنزول في الوادي ، وجعلوا ظهورهم إلى جبل اُحد ، وعبَّأ أصحابه ، وكانوا سبعمائة رجل ، فوضع الرماة ـ وهم خمسون رجلاً ـ على الجبل ، ليقوموا بحماية ظهور المسلمين من العدو ، وأمَّر عليهم عبد الله بن جبير ، وقال له : «إنضح الخيل عنّا بالنبل ، لا يأتونا من خلفنا ، إن كانت لنا أو علينا ، فاثبت مكانك ، لا نؤتين من قبلك».
وتعبَّأ المشركون ، وكان لواؤهم مع بني عبد الدار ، يحمله طلحة بن أبي طلحة ، والنساء خلفهم ، يضربن الدفوف ، يذكرنهم بقتلى بدر ، ويحرضنهم على القتال ، وينشدن :
نحن بنات طارق |
|
نمشي على النمارق |
إن تقبلوا نعانق |
|
أو تدبروا نفارق |
فراق غير وامق
وابتدأت المعركة بخروج طلحة حامل اللواء ، فصاح : من يبارز؟. فبادر إليه الإمام علي عليهالسلام ، فتبارزا ، فضربه على رأسه ، ففلق هامته ، وخر صريعاً إلى الأرض ، وأخذ بنو عبد الدار كلما سقط اللواء بمصرع أحدهم أخذه الآخر ، إلى أن أخذه