غلام لهم ، فقتله الإمام علي عليهالسلام فسقط اللواء ، وهزم المشركون ، وأخذ المسلمون يلاحقونهم ، ويجمعون ما في معسكرهم من غنائم.
شاهد الرماة المسلمين يطاردون المشركين ، ويجمعون الغنائم من معسكرهم ، فقال بعضهم : (لم تقيمون ها هنا في غير شيء؟!. قد هزم الله العدو ، وهؤلاء إخوانكم ينتهبون عسكرهم ، فادخلوا عسكر المشركين ، فاغنموا مع إخوانكم).
فأجابهم البعض الآخر : (ألم تعلموا أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لكم : إحموا ظهورنا ، وإن غنمنا فلا تشركونا). فأجابوهم : (لم يرد ذلك). وخطبهم أميرهم عبد الله بن جبير ، وطلب منهم أن يثبتوا مكانهم ، وأن يطيعوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأن لا يخالفوا أمره ، وان لا يعصوا أميرهم ، فلم يستجيبوا له ، ولحقوا بالجيش يجمعون الغنائم ، ولم يبق معه إلّا نفر قليل لا يبلغون عشرة رجال.
كان خالد بن الوليد بإزاء الجبل ، فاغتنم فرصة خلوِّه من الرماة ، وتقدم بمن معه من المشركين ، فقاومهم عبد الله بن جبير والصفوة الذين ثبتوا من الرماة ، وقاتلوهم قتالاً عنيفاً ، فاستشهدوا جميعاً ، وهجم خالد بمن معه من المشركين على المسلمين من خلفهم ، وعاد المنهزمون من المشركين إلى صفوفهم ، فأحاطوا بالمسلمين ، وأخذ المسلمون يضرب بعضهم بعضاً من هول الموقف ، وكمن وحشي لحمزة عليهالسلام ، فقتله غدراً ، ومثلت به هند ، فقطعت أنفه وأذناه ، واستخرجت كبده فلاكتها ، وانقلب النصر إلى هزيمة.
انهزم المسلمون ، وصعدوا إلى الجبل لينجو كلُّ واحد منهم بنفسه ، وتركوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الميدان ، ليس معه إلّا الإمام علي عليهالسلام ، ونفر قليل من صحابته الكرام.
تصف الآية الكريمة كيفية فرارهم : (وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ) إيماناً منهم في