وثواب الصّدق الّذي آتانا يوم بدر. أخرجاه (١).
وقال وهب بن منبّه : أخبرني ابن أبي الزّنّاد ، عن أبيه ، عن عبيد الله ابن عبد الله ، عن ابن عبّاس قال : تنفّل رسول الله صلىاللهعليهوسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر ، وهو الّذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد. وذلك أنّه لما جاءه المشركون كان رأي رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يقيم بالمدينة فيقاتلهم فيها ، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا : يخرج بنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليهم نقاتلهم بأحد ، ورجوا أن يصيبوا من الفضيلة ما أصاب أهل بدر. فما زالوا برسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى لبس أداته ، ثم ندموا وقالوا : يا رسول الله ، أقم فالرأي رأيك. فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما ينبغي لنبيّ أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوّه. قالوا : وكان ما قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل أن يلبس الأداة : إنّي رأيت أنّي في درع حصينة فأوّلتها المدينة ، وأنّي مردف كبشا فأوّلته كبش الكتيبة ، ورأيت أنّ سيفي ذا الفقار فلّ فأوّلته فلّا فيكم ، ورأيت بقرا تذبح ، فبقر والله خير ، فبقر والله خير.
وقال يونس ، عن الزّهريّ في خروج النّبي صلىاللهعليهوسلم إلى أحد ، قال : حتى إذا كان بالشوط بين المدينة وأحد (٢) ، انخزل عبد الله بن أبيّ بن أبيّ بقريب من ثلث الجيش (٣). ومضى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وأصحابه وهم في سبعمائة. وتعبّأت قريش وهم ثلاثة آلاف ، ومعهم مائتا فرس قد جنّبوها ، وجعلوا على ميمنة الخيل
__________________
(١) صحيح البخاري : كتاب المناقب : باب علامات النّبوّة في الإسلام (٤ / ٢٤٧) ، وكتاب التعبير ، باب إذا رأى بقرا تنحر (٩ / ٥٢) وباب إذا هزّ سيفا في المنام (٩ / ٥٣).
وصحيح مسلم (٢٢٧٠) : كتاب الرؤيا ، باب رؤيا النبي صلىاللهعليهوسلم.
(٢) في الأصل : بالشوط بين الجنانة. وليس بشيء ، وأثبتنا رواية ابن هشام وابن كثير. وانظر معجم البلدان والمغانم المطابة في (شوط).
(٣) في المغازي لعروة ١٦٩ «ورجع عنه عبد الله بن أبيّ في ثلاثمائة» وكذلك في تاريخ الطبري ٢ / ٥٠٤.