رفع بها صوته. أخرجه البخاري (١).
وعنده أيضا من وجه آخر : ويمدّ بها صوته (٢).
وقال عبد الواحد بن أيمن المخزومي ، عن أبيه ، سمع جابرا يقول : كنّا يوم الخندق نحفر الخندق فعرضت فيه كدية (٣) ـ وهي الجبل ـ فقلنا : يا رسول الله : إنّ كدية قد عرضت فقال : رشّوا عليها. ثم قام فأتاها وبطنه معصوب بحجر من الجوع ، فأخذ المعول أو المسحاة فسمّى ثلاثا ثم ضرب فعادت كثيبا أهيل (٤) فقلت له : ائذن لي يا رسول الله إلى المنزل ، ففعل ، فقلت للمرأة : هل عندك من شيء؟ وذكر نحو ما سقناه من مغازي ابن إسحاق. أخرجه البخاري (٥).
وقال هوذة بن خليفة : ثنا عوف الأعرابيّ ، عن ميمون بن أستاذ الزّهراني (٦) ، حدّثني البراء بن عازب قال : لما كان حين أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحفر الخندق ، عرض لنا في بعض الخندق صخرة عظيمة شديدة لا تأخذ فيها المعاول ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما رآها أخذ المعول وقال : بسم الله ، وضرب ضربة فكسر ثلثها. فقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح الشّام ، والله [إنّي] (٧) لأبصر قصورها الحمر إن شاء الله. ثم ضرب الثانية وقطع ثلثا آخر فقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس ، والله إنّي لأبصر قصر المدائن الأبيض. ثم ضرب الثالثة فقطع بقيّة الحجر فقال : الله أكبر أعطيت
__________________
(١) ، (٢) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب غزوة الخندق ٥ / ٤٧ ، ٤٨.
(٣) في الأصل : كدانة. ولعلّها مصحفة عن كداية وهي الكدية. وأثبتنا نصّ البخاري ٥ / ٤٥.
(٤) عادت كثيبا أهيل : أي رملا سائلا ، وفي البخاري : أهيل أو أهيم (٥ / ٤٦).
(٥) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب غزوة الخندق ٥ / ٤٥ ، ٤٦.
(٦) الزّهراني : بفتح الزاي وسكون الهاء. نسبة إلى زهران بن كعب بن الحارث. بطن من الأزد.
(اللباب لابن الأثير ٢ / ٨٢).
(٧) سقطت من الأصل وأثبتناها من ع ومن السيرة الحلبية ١ / ١٠٠ طبعة الحلبي.