كلّا والله حتى أعطى عشرة أمثاله. أخرجاه (١).
* * *
وفي سنة سبع : قدم حاطب بن أبي بلتعة من الرّسيلة (٢) إلى المقوقس ملك ديار مصر ، ومعه منه هدية للنّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وهي ماريّة القبطية ، أمّ إبراهيم ابن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وأختها سيرين التي وهبط لحسّان بن ثابت ، وبغلة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم دلدل ، وحماره يعفور (٣).
وفيها : توفّيت ثويبة (٤) مرضعة النّبي صلىاللهعليهوسلم بلبن ابنها مسروح (٥) وكانت مولاة لأبي لهب أعتقها عام الهجرة. وكان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يبعث إليها من مكة بصلة وكسوة. حتى جاءه موتها سنة سبع مرجعه من خيبر ، فقال : «ما فعل ابنها مسروح» (٦)؟ قالوا : مات قبلها (٧) وكانت خديجة تكرمها ، وطلبت شراءها من أبي لهب فامتنع. رواه الواقديّ عن غير واحد. أرضعت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قبل حليمة أياما ، وأرضعت أيضا حمزة بن عبد المطّلب ، وأبا سلمة بن عبد الأسد.
* * *
__________________
(١) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب مرجع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من الأحزاب إلخ. وصحيح مسلم (١٧٧١) كتاب الجهاد والسير ، باب ردّ المهاجرين إلى الأنصار منائحهم.
(٢) علّق القدسي على هذه الكلمة وظنّها اسما لمكان فقال : لم أقف عليها في كتب البلدان ، ولم يرد لها ذكر فيما بين يدي من كتب السير والمغازي. وأقول : إن اللفظ ليس اسم مكان ، بل يراد به إرسال الرسول. ويوضّحه السياق.
(٣) تاريخ الطبري ٣ / ٢١ ، ٢٢ ، تاريخ الخليفة ٨٦ ، البداية والنهاية ٤ / ٢٣٦ ، وانظر عن مارية في الطبقات الكبرى لابن سعد ٨ / ٢١٢.
(٤) انظر عن ثويبة : أسد الغابة ٥ / ٤١٤ ، الإصابة ٤ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ رقم ٢١٣.
(٥) عبارة الأصل : «وفيها توفيت مرضعة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ثويبة بلبن ابنها مسروح». وأثبتنا عبارة ع وهي أقوم.
(٦) انظر عنه في ترجمة أمّه ثويبة (الإصابة ٤ / ٢٥٧ و ٣ / ٤٠٨).
(٧) عيون التواريخ ١ / ٢٧٤ ، ٢٧٥.