وقال يونس ، عن ابن إسحاق (١) حدّثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عن أم عيسى الجزّار [الخزاعية] (٢) ، عن أمّ جعفر (٣) عن جدّتها أسماء بنت عميس ، قالت : لما أصيب جعفر وأصحابه ، دخل عليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد عجنت عجيني وغسلت بنيّ ودهنتهم ونظّفتهم. فقال : «ائتيني ببني جعفر». فأتيته بهم ، فشمّهم ، فدمعت (٤) عيناه. فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمّي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه [شيء] (٥)؟ فقال : «نعم. أصيبوا هذا اليوم». فقمت أصيح ، واجتمع النساء. فرجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أهله ، فقال : «لا تغفلوا آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاما ، فإنّهم قد شغلوا بأمر صاحبهم».
قال ابن إسحاق : فسمعت عبد الله بن أبي بكر يقول : لقد أدركت النّاس بالمدينة إذا مات ميت ، تكلّف جيرانهم يومهم ذلك طعامهم ، فلكأنّي انظر إليهم قد خبزوا خبزا صغارا ، وصنعوا لحما ، فيجعل في جفنة ، ثم يأتون به أهل الميّت ، وهم يبكون على ميّتهم مشتغلين فيأكلونه. ثم إنّ النّاس تركوا ذلك.
[فائدة] (٦) : أخرج مسلم في صحيحه (٧) ، من حديث عوف بن مالك ، قال : خرجت في غزوة مؤتة ، فرافقني مدديّ من أهل اليمن ، ليس
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٤ / ٧٣.
(٢) زيادة ليست في الأصل. وهي أمّ عيسى الخزاعية ، ويقال : أم عيسى الجزّار (انظر ترجمتها في تهذيب التهذيب : ١٢ / ٤٧٥). وانظر سيرة ابن هشام ٤ / ٧٣.
(٣) هي أمّ عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمية ، ويقال لها أمّ جعفر (تهذيب التهذيب : ١٢ ـ ٤٧٤) وانظر سيرة ابن هشام ٤ / ٧٣.
(٤) في السيرة : «فتشمّمهم وذرفت عيناه».
(٥) إضافة من السيرة.
(٦) هذه الفائدة تفرّدت بها «ح» ، وأثبتناها عنها.
(٧) صحيح مسلم (١٧٥٣) كتاب الجهاد والسير ، باب استحقاق القاتل سلب القتيل.