عنقك ، ويلك ، جاءنا بالحقّ ادخلي بيتك واسكني.
ودخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فطاف سبعا على راحلته (١).
وفرّ صفوان بن أميّة عامدا للبحر ، وفرّ عكرمة عامدا لليمن. وأقبل عمير بن وهب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا نبيّ الله أمّن صفوان فقد هرب ، وقد خشيت أن تهلك نفسه فأرسلني إليه بأمان قد أمّنت الأحمر والأسود ، وفقال : أدركه فهو آمن. فطلبه عمير فأدركه ودعاه فقال : قد أمّنك رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقال صفوان : والله لا أوقن لك حتى أرى علامة بأماني أعرفها. فرجع فأعطاه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بردّ حبرة كان معتجرا به حين دخل مكة ، فأقبل عمير ، فقال صفوان : يا رسول الله ، أعطيتني ما يقول هذا من الأمان؟ قال : نعم. قال : أجعل لي شهرا قال : لك شهران ، لعلّ الله أن يهديك (٢).
واستأذنت أمّ حكيم بنت الحارث بن هشام وهي يومئذ مسلمة ، وهي تحت عكرمة بن أبي جهل. فاستأذنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في طلب زوجها ، فأذن لها وأمّنه ، فخرجت بعبد لها روميّ فأرادها عن نفسها ، فلم تزل تمنّيه وتقرّب له حتى قدمت على ناس من عكّ (٣) فاستغاثتهم عليه فأوثقوه ، فأدركت زوجها ببعض تهامة وقد ركب في السّفينة ، فلما جلس فيها نادى باللّات والعزّى. فقال أصحاب السفينة : لا يجوز هاهنا من دعاء بشيء إلّا الله وحده مخلصا ، فقال عكرمة : والله لئن كان في البحر ، إنّه لفي البرّ وحده (٤) ، أقسم بالله ،
__________________
(١) المغازي لعروة ٢١١ وقال : رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة ، وحديثه حسن وفيه ضعف.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٦ / ١٧٠ ـ ١٧٣.
(٢) وفي سيرة هشام ٤ / ١٠٥ «قال : أنت بالخيار فيه أربعة أشهر».
(٣) عك قبيلة من قبائل اليمن.
(٤) في ح : لئن كان في البحر إنه لفي البر وحده. وما أثبتناه عن الأصل وع ، وعن المغازي لعروة ٢١٢.