فما تدوم على حال تكون بها |
|
كما تلوّن في أثوابها الغول (١) |
ولا تمسّك (٢) بالعهد الّذي زعمت |
|
إلّا كما يمسك الماء الغرابيل |
فلا يغرّنك ما منّت وما وعدت |
|
إنّ الأمانيّ والأحلام تضليل |
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا |
|
وما مواعيدها إلّا الأباطيل |
أرجو وآمل أن تدنو مودّتها |
|
وما إخال لدينا منك تنويل |
أمست سعاد بأرض لا يبلّغها |
|
إلّا العتاق النّجيبات المراسيل |
ولن يبلّغها إلّا عذافرة |
|
فيها على الأين إرقال وتبغيل (٣) |
من كلّ نضّاخة الذّفرى إذا عرقت |
|
عرضتها طامس الأعلام مجهول (٤) |
ترى الغيوب بعيني مفرد لهق |
|
إذا توقّدت الحزّان والميل (٥) |
ضخم مقلّدها ، فعم (٦) مقيّدها |
|
في خلقها عن بنات الفحل تفضيل |
غلباء وجناء علكوم مذكّرة |
|
في دفّها سعة قدّامها ميل (٧) |
وجلدها من أطوم ما يؤيّسه |
|
طلح بضاحية المتنين مهزول (٨) |
حرف أبوها أخوها من مهجّنة |
|
وعمّها خالها قوداء شمليل (٩) |
يسعى الوشاة بدفيها (١٠) وقيلهم |
|
إنّك يا بن أبي سلمى لمقتول |
__________________
(١) الغول : الداهية (ح) ومن معانيها كذلك : السّعلاة ، وهو المقصود هنا.
(٢) في الأصل : «ولا تمسكت». وأثبتنا لفظ ع ، ح.
(٣) عذافرة : ناقة صلبة. والأين : الإعياء. والإرقال والتبغيل : ضربان من السير.
(٤) الذفرى : ما تحت الأذن. وعرضتها : من قولهم بعير عرضة السفر أي قوي عليه.
(٥) المفرد : بقر الوحش ، شبه الناقة به. واللهق : الأبيض. والحزان : الحزن وهو الغليظ من الأرض.
(٦) الفعم : الممتلئ.
(٧) الغلباء : الغليظة الرقبة ، والوجناء : العظيمة الوجنتين. وقدامها ميل : أي طويلة العنق.
(٨) الأطوم : الزرافة ، يصف جلدها بالنعومة. والطلح : القراد ، أي لملاسة جلدها لا يثبت عليه قراد.
(٩) الحرف : الناقة الضامر. ومهجنة : أي حمل عليها في صغرها. وقوداء : طويلة ، وشمليل :
سريعة.
(١٠) كذا في الأصل ، ح. وحرفت في ع إلى «فيها». وبها يختل الوزن.