الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) (١) قال : وقال رجل من المنافقين : (لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ) ، فنزلت : (قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا) (٢).
ولم ينفق أحد أعظم من نفقة عثمان ، وحمل على مائة (٣) بعير (٤).
* * *
[روى عثمان بن عطاء الخراساني ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في غزوة تبوك قال : أمر النّبيّ المسلمين بالصّدقة والنّفقة في سبيل الله ، فأنفقوا احتسابا ، وأنفق رجال غير محتسبين. وحمل رجال من فقراء المسلمين ، وبقي أناس. وأفضل ما تصدّق به يومئذ أحد عبد الرحمن بن عوف ، تصدّق بمائتي أوقية ، وتصدّق عمر بمائة أوقية ، وتصدّق عاصم (٥) الأنصاري بتسعين وسقا من تمر. وقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لعبد الرحمن (٦) : «هل تركت لأهلك شيئا؟» قال : نعم ، أكثر مما أنفقت وأطيب. قال : كم؟ قال : ما ود الله ورسوله من الرّزق والخير] (٧).
قال عمرو بن مرزوق ، ثنا السّكن بن أبي كريمة ، عن الوليد بن أبي هشام ، عن فرقد أبي طلحة (٨) ، عن عبد الرحمن بن خبّاب ، قال : شهدت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وحثّ على جيش العسرة ، قال : فقام عثمان رضياللهعنه فقال : يا رسول الله ، عليّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها (٩) في سبيل الله. فقال : ثم حثّ
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية ٤٩.
(٢) سورة التوبة ، الآية ٨١.
(٣) في نسختي (ع) و (ح) : «على مائتي بعير».
(٤) الخبر عن تاريخ الطبري (٣ / ١١٠ ـ ١٠٢) باختصار.
(٥) في ع : «عامر». والتصحيح من ح. وهو عاصم بن عدي بن الجدّ العجلاني حليف الأنصار.
وانظر ترجمته في أسد الغابة (٣ / ١١٤) والإصابة (٢ / ٢٤٦).
(٦) في ع ، ح : وسأل النبي صلىاللهعليهوسلم لعبد الرحمن. ولعل الوجه ما أثبتناه.
(٧) لم يرد هذا الخبر في الأصل ، وأثبتناه من ع ، ح. وانظر المغازي للواقدي ٣ / ٩٩١.
(٨) في الأصل : «فرقد بن طلحة». والتصحيح من ع ، ح ، ومن ترجمته في تهذيب التهذيب (٨ / ٢٦٤).
(٩) الأحلاس : جمع حلس وهو كل ما ولى ظهر الدابة تحت الرحل والقتب والسرج. والأقتاب :
جمع قتب وهو الإكاف أو الرحل الصغير على قدر سنام البعير.