فِي إِبْراهِيمَ وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ) الآيات (١).
فقال أبو رافع القرظيّ : أتريد منّا يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم؟ فقال رجل من نجران يقال له الرّبيس (٢) : وذلك تريد يا محمد وإليه تدعو؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «معاذ الله أن آمر بعبادة غير الله». فنزلت (ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ) الآيات إلى قوله (مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٣).
* * *
وقال إسرائيل وغيره ، عن أبي إسحاق (٤) ، عن صلة ، عن ابن مسعود ، ورواه شعبة ، وسفيان ، عن أبي إسحاق فقالا حذيفة بدل ابن مسعود : إنّ السيّد والعاقب أتيا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأراد أن يلاعنهما (٥) فقال أحدهما لصاحبه : لا تلاعنه ، فو الله لئن كان نبيّا فلاعنته لا نفلح نحن ولا عقبنا. قالوا له : نعطيك ما سألت ، فابعث معنا رجلا أمينا. ولا تبعث معنا إلّا أمينا. فقال : «لأبعثنّ معكم أمينا حقّ أمين». فاستشرف لها أصحابه. فقال : «قم ، يا أبا عبيدة بن الجرّاح». فلما قام قال : «هذا أمين هذه الأمة». أخرجه (خ) من حديث حذيفة (٦).
* * *
وقال إدريس الأوديّ ، عن سماك بن حرب ، عن علقمة بن وائل ،
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ٦٥.
(٢) في النسخ الثلاث : الرئيس (الرييس). وأحسبها مصحفة عما أثبتناه. والربيس كبير السّامرة وهم قوم من اليهود يخالفونهم في بعض أحكامهم ، كإنكارهم نبوة من جاء بعد موسى عليهالسلام.
(٣) سورة آل عمران ، الآيات ٧٩ ـ ٨١.
(٤) في الأصل : «ابن إسحاق». والتصحيح من ع ، ح والبخاري.
(٥) كذا في النسخ الثلاث. ولفظ البخاري : جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يريدان أن يلاعناه. وتلا عن القوم : أي تداعوا باللعن على الظالم منهم.
(٦) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب قصة أهل نجران (٥ / ١٢٠).