وعسكر بالجرف (١). فلم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلّا انتدب في تلك الغزوة ، فيهم أبو بكر ، وعمر ، وأبو عبيدة.
فتكلّم قوم وقالوا : يستعمل هذا الغلام على هؤلاء؟
فقال ابن عيينة ، وغيره ، عن عبد الله بن دينار ، سمع ابن عمر يقول : أمّر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أسامة ، فطعن الناس في إمارته. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه. وايم الله إن كان لخليقا للإمارة ، وإن كان من أحبّ الناس إليّ. وإنّ ابنه هذا لمن أحبّ الناس إليّ بعده». متّفق على صحّته (٢).
* * *
قال شيبان ، عن قتادة :
جميع غزوات النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وسراياه : ثلاث وأربعون (٣).
ثم دخل شهر ربيع الأول.
وبدخوله تكمّلت عشر سنين من التاريخ للهجرة النبويّة. والحمد لله وحده.
__________________
(١) الجرف : موضع قرب المدينة على ثلاثة أميال منها. (معجم البلدان ٢ / ١٢٨).
(٢) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم (٤ / ٢١٣) ، باب ذكر أسامة بن زيد ، وفي المغازي (٥ / ٨٤) باب غزوة زيد بن حارثة ، و (٥ / ١٤٥) ، باب بعث النبي صلىاللهعليهوسلم أسامة بن زيد رضياللهعنهما في مرضه الّذي توفي فيه ، وفي كتاب الأيمان (٧ / ٢١٧) باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم : وايم الله ، وفي الأحكام (٨ / ١١٧) باب من لم يكترث بطعن من يعلم في الأمراء حديثا.
ومسلم في فضائل الصحابة (٦٣ و ٦٤ / ٢٤٢٦) باب فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد رضياللهعنهما. والترمذي في المناقب (٣٩٠٤) باب مناقب زيد بن حارثة رضياللهعنه.
وأحمد في المسند ٢ / ٢٠ و ٨٩ و ١٠٦ و ١١٠. وابن سعد في الطبقات الكبرى ٢ / ١٩٠.
(٣) انظر حول الغزوات والسرايا والبعوث : سيرة ابن هشام ٤ / ٢٣٣ ، والطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ٥ ، وتاريخ الطبري ٣ / ١٥٢.