القوم بالأمس : هذا مصرع فلان إن شاء الله غدا ، هذا مصرع فلان إن شاء الله غدا. فو الّذي بعثه بالحقّ ، ما أخطأوا تلك الحدود ، وجعلوا يصرعون حولها. ثم ألقوا في القليب.
وجاء النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، هل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقّا؟ فإنّي وجدت ما وعدني ربّي حقّا. فقلت : يا رسول الله أتكلّم أجسادا لا أرواح فيها؟ فقال : والّذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنّهم لا يستطيعون أن يردّوا عليّ.
وقال شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة ، عن عليّ رضياللهعنه قال : ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد على فرس أبلق ، ولقد رأيتنا وما فينا إلّا نائم (١) إلّا رسول الله صلىاللهعليهوسلم تحت سمرة يصلّي ويبكي ، حتى أصبح.
[١٥ أ] وقال أبو عليّ عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي : حدّثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، أخبرني إسماعيل بن عون [بن عليّ (٢)] بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ رضياللهعنه قال : لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال ، ثم جئت لأنظر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما فعل ، فجئت فإذا هو ساجد يقول : يا حيّ يا قيّوم ، يا حيّ يا قيّوم ، لا يزيد عليها. فرجعت إلى القتال ، ثم جئت وهو ساجد يقول أيضا. غريب.
وقال الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله قال : ما سمعت مناشدا ينشد حقّا أشدّ من مناشدة محمد صلىاللهعليهوسلم يوم بدر ، جعل يقول : اللهمّ أنشدك (٣) عهدك ووعدك ، اللهمّ إن تهلك هذه العصابة لا
__________________
(١) في ح : (وما فينا أحد إلّا وهو نائم).
(٢) الزيادة من ترجمته في تهذيب التهذيب (١ / ٢٢١).
(٣) في ح : «إنّي أنشدك».