٢ ـ وروى أيضا عن أمّ سلمة رضي الله عنها ، قالت : إنّ هذه الآية نزلت في بيتي : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، قالت : وأنا جالسة عند الباب ، فقلت : يا رسول الله ، ألست من أهل البيت ، فقال : إنّك إلى خير ، أنت من أزواج رسول الله. قالت : وفي البيت رسول الله ، وعليّ ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين ، فجلّلهم بكسائه ، وقال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا».
٣ ـ وروى أيضا عن أنس بن مالك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يمرّ بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة حين نزلت هذه الآية قريبا من ستة أشهر ، يقول : «الصلاة أهل البيت : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)».
٤ ـ وروى مسلم عن زيد بن أرقم قال : قال يزيد بن حيان : انطلقت أنا وحصين بن سبرة ، وعمر بن مسلم ، إلى زيد بن أرقم ، فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصلّيت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآله؟.
قال : يا ابن أخي والله ، لقد كبرت سني ، وقدم عهدي ، فما حدّثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلّفونيه. ثم قال : قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يوما فينا خطيبا بماء يدعى خمّا ، بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ثم قال : أما بعد ، ألا أيّها الناس ، إنّما أنا بشر ، يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ، أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به. فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي».
فقلنا : من أهل بيته؟ نساؤه؟. قال : لا ، وأيم الله ، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدّهر ، ثم يطلّقها ، فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته ،