الْوَصِيَّةُ) (١) والمراد من الخير هو المال.
ويقول سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ، حِينَ الْوَصِيَّةِ ، اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ ...) (٢).
* * *
الأمر التاسع ـ جهل الناس بأوان موتهم
اقتضت الحكمة الإلهية جهل الناس بزمان ومكان موتهم ، وذلك لوجهين :
أ ـ لو علم الإنسان بزمن موته ، فربما يفشل في العمل قبل أن يحلّ أجله ، فإنّ العامل الباعث إلى العمل والنشاط في الحياة ، هو الأمل ، فالأمل رحمة ، ولو لاه لما أرضعت والدة ولدها ، ولا غرس غارس شجرة (٣).
ب ـ إنّ لجهل الإنسان بأوان موته ومكانه ، تأثيرا تربويا ، فإنّه لو علم بأنّه سيموت بعد عام أو أشهر ، فترك التمرّد والتجري ، فلا يعد ذلك كمالا روحيا ، وثورة للفضائل على الرذائل ، وهذا بخلاف ما إذا سلك طريق الطاعة ، وترك المعصية ، وهو يرجو العيش أعواما طويلة ، فإنّه يكشف عن كمال روحي ، يدفعه نحو الفضائل ، يقول سبحانه : (وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) (٤).
* * *
الأمر العاشر ـ الملائكة الموكّلون بقبض الأرواح
قد عرفت أنّ الخلق والتدبير من شئونه سبحانه ، فهو القائل عزوجل :
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ٨٠.
(٢) سورة المائدة : الآية ١٠٦.
(٣) سفينة البحار ، مادة : «أمل».
(٤) سورة لقمان ، الآية ٣٤ ، وهاهنا وجه ثالث وهو أنّ علم الإنسان بزمن موته يشجّعه على الفجور والعصيان متكلا على التوبة والإنابة قبل مدّة من حلول أجله.