أسئلة المعاد
(٢) ما هو المحشور من الأبدان المتعددة؟
أثبت العلم أنّ بدن الإنسان وخلاياه في مهب التغيّر والتبدل ، وأنّه يأخذ لنفسه في كل عشرة أعوام بدنا ، فلو عاش إنسان ثمانين سنة ، فإنّه سيكون له ثمانية أبدان ، ومن المعلوم أنّ الإطاعة والعصيان يقعان في جميع فترات عمر الإنسان ، والجزاء والثواب على مجموع الأعمال.
وعندئذ يتساءل ، هل المحشور جميع أطوار بدن الإنسان الواحد ، فهو غير معقول ، أو واحد من هذه الأبدان ، وهو يستلزم نقض قانون الجزاء والثواب ، وأن يكون بدن واحد حاملا لأوزار الأبدان الأخر.
والجواب :
إنّ هذا السؤال نابع من إنكار الروح والاعتقاد بأصالة المادة وأمّا على ما ذكرنا من أنّ البدن ليس إلّا أداة لتنعيم الإنسان وتعذيبه ، وأن الأمور الروحية من الفرح والحزن واللذة والألم ، كلها أمور مربوطة بالروح ، ويتوصل إليها الروح بالبدن والأجهزة الظاهرية ، فالنعمة الملذة ، إنما يصل إليها الإنسان من طريق الجهاز السمعي ، فإنه آلة ، والملتذ هو الروح ، والمناظر الخلابة إنما تصل إليها النفس عن طريق العين ، وهكذا سائر اللذات ، والآلام الروحية ، وعلى ذلك فالحافظ للعدالة هو أن ترد اللذة والألم على روح واحدة ، من غير فرق بين الأبدان.