(أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ، تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) (١). غير أنّ كونه مدبّرا لا ينافي أن يكون هناك أسباب غيبيّة أو طبيعية لقبض الأرواح فإنّه أيضا من شئون التدبير. فتوفّي الأنفس وأخذها ، فعل لله سبحانه ، وفي الوقت نفسه فعل لملائكته ، يقول سبحانه : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) (٢).
وفي الوقت نفسه ينسبه إلى الملائكة ، ويقول : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) (٣).
وفي موضع ثالث ينسبه إلى ملك الموت ، ويقول : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) (٤).
والنّسب كلّها صحيحة ، أخذا بما ذكرناه في أقسام التوحيد من أنّ شيئا واحدا يكون فعلا لله سبحانه ، وفي الوقت نفسه فعلا لعباده ، وقد تقدّم ذلك مفصّلا.
* * *
__________________
(١) سورة الأعراف : الآية ٥٤.
(٢) سورة الزمر : الآية ٤٢.
(٣) سورة النحل الآية ٢٨ ، والآية ٣٢ منها.
(٤) سورة السجدة : الآية ١١.