فبقي القسمان الآخران ، الثاني والثالث ، وقد نصّ سبحانه على أنّه لا ينال عهده الظالم ، والظالم في هذه العبارة لا ينطبق إلّا على القسم الثالث ، أعني من كان ظالما في بداية عمره ، وكان تائبا حين التصدي.
فإذا خرج هذا القسم ، بقي القسم الثاني ، وهو من كان نقي الصحيفة طيلة عمره ، لم ير منه لا قبل التصدي ولا بعده أيّ انحراف عن جادّة الحق ، ومجاوزة للصراط السوي.
* * *
٣ ـ آية التطهير وعصمة أهل البيت (ع)
هناك آية أخرى تدلّ على عصمة عدّة خاصة من أهل بيت النبي الأكرم.
يقول سبحانه : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى ، وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١).
وأداء حقّ الآية في التفسير ، يتوقف على البحث عن النقاط التالية :
١ ـ ما هو المراد من الرّجس؟.
٢ ـ هل الإرادة في الآية ، إرادة تكوينية خاصة بأهل البيت ، أو تشريعية تعمّ كلّ إنسان بالغ واقع في إطار التكليف؟.
٣ ـ من المراد من أهل البيت؟.
٤ ـ مشكلة السياق في الآية لو كان المراد منهم غير نسائه ، صلوات الله عليه وآله.
٥ ـ أهل البيت في حديث النبي ، الذي يكون مفسّرا لإجمال الآية.
__________________
(١) سورة الأحزاب : الآية ٣٣.