التلبس بالظلم ولو آنا ما ، وفترة يسيرة من عمره يسلب من الإنسان صلاحية الإمامة وإن تاب من ذنبه.
ويدلّ على ذلك أمران :
الأول : إنّ الهدف الاسمي من تنصيب كل إنسان على الإمامة ، تجسيد الشريعة الإلهية في المجتمع ، فإذا كان القائد رجلا مثاليا نقي الثوب ، مشرق الصحيفة ، لم ير منه عصيان ولا زلّة ، يتحقق الهدف من نصبه في ذلك المقام.
وأمّا إذا كان في فترة من عمره مقترفا للمعاصي ، ما جنا ، مجترحا للسيئات ، فيكون غرضا لسهام الناقدين ، ومن البعيد أن ينفذ قوله ، وتقبل قيادته بسهولة ، بل ينادى عليه إنّه كان بالأمس ، يقترف الذنوب ، وأصبح اليوم آمرا بالحق ومميتا للباطل.
ولأجل تحقق الهدف يحكم العقل بلزوم نقاوة الإمام عن كل رذيلة ومعصية في جميع فترات عمره ، وأنّ الإنابة لو كانت ناجعة في حياته الفردية فليست كذلك في حياته الاجتماعية ، فلن تخضع له الأعناق ، وتميل إليه القلوب.
الثاني : إنّ الناس بالنسبة إلى الظلم على أقسام أربعة :
١ ـ من كان طيلة عمره ظالما.
٢ ـ من كان طاهرا ونقيا في جميع فترات عمره.
٣ ـ من كان ظالما في بداية عمره ، وتائبا في آخره.
٤ ـ من كان طاهرا في بداية عمره ، وظالما في آخره.
عند ذلك يجب أن نقف على أنّ إبراهيم عليهالسلام ، الذي سأل الإمامة لبعض ذريته ، أيّ قسم منها أراد؟.
حاش إبراهيم أن يسأل الإمامة للقسم الأول ، والرابع من ذرّيته ، لوضوح أنّ الغارق في الظلم من بداية عمره إلى آخره ، أو المتصف به أيام تصديه للإمامة ، لا يصلح لأن يؤتمن عليها.