وافتراق الكلمة ، واشتعال نيران الفتن والمنازعات ، ويحقق الله سبحانه بظهوره ، وعده الذي وعد به المؤمنين بقوله :
١ ـ (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ ، وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ، يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (١).
٢ ـ (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) (٢).
٣ ـ (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (٣).
ويأتي عصر ذهبي لا يبقى فيه على الأرض بيت إلّا دخلته كلمة الإسلام ، ولا تبقى قرية إلّا وينادي فيها بشهادة : «لا إله إلّا الله» ، بكرة وعشيا.
هذا ما اتّفق عليه المسلمون في الصدر الأول ، والأزمنة المتلاحقة ، ولأجل ذلك استغلّ بعض المتهوسين قضية الإمام المهدي ، فادّعوا المهدويّة ، ولم نعهد أحدا ردّه بإنكار أصل هذه البشائر ، وإنّما ناقشوه في الخصوصيات وعدم انطباق البشائر عليه (٤).
__________________
(١) سورة النور : الآية ٥٥.
(٢) سورة القصص : الآية ٥.
(٣) سورة الأنبياء : الآية ١٠٥.
(٤) وقد ألّف غير واحد من أعلام السّنة كتبا حول الإمام المهدي عليهالسلام ، كالحافظ أبي نعيم الأصفهاني له كتاب: «صفة المهدي» ، والكنجي الشافعي له : «البيان في أخبار صاحب الزمان» ، وملّا علي المتقي له : «البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان» ، وعباد بن يعقوب الرواجني له : «أخبار المهدي» ، والسيوطي له: «العرف الوردي في أخبار المهدي» ، وابن حجر له : «القول المختصر في علامات المهدي المنتظر» ، والشيخ جمال الدين الدمشقي له : «عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر» ، وغيرهم قديما وحديثا.
ولم ير التضعيف لأخبار الإمام المهدي إلّا من ابن خلدون في مقدمته ، وقد فنّد مقاله الأستاذ أحمد ـ