وإذا نظرنا إلى ظهور المهدي ، نظرة مجرّدة ، فإنّنا لا نجد حرجا من قبولها وتصديقها ، أو على الأقل عدم رفضها.
فإذا ما تأيّد ذلك بالأدلّة الكثيرة ، والأحاديث المتعددة ، ورواتها مسلمون مؤتمنون ، والكتب التي نقلتها إلينا كتب قيمة ، والترمذي من رجال التخريج والحكم ، بالإضافة إلى أنّ أحاديث المهدي لها ما يصحّ أن يكون سندا لها في البخاري ومسلم ، كحديث جابر في مسلم الذي فيه : «فيقول أميرهم (أي لعيسى) تعال صل بنا» (١) وحديث أبي هريرة في البخاري ، وفيه : «كيف بكم إذا نزل فيكم المسيح ابن مريم وإمامكم منكم» (٢) ، فلا مانع من أن يكون هذا الأمير ، وهذا الإمام هو المهدي.
يضاف إلى هذا أنّ كثيرا من السلف رضي الله عنهم ، لم يعارضوا هذا القول ، بل جاءت شروحهم وتقريراتهم موافقة لإثبات هذه العقيدة عند المسلمين» (٣).
* * *
__________________
(١) صحيح مسلم ، ج ١ ، باب نزول عيسى ، ص ٩٥. وفيه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، فينزل عيسى ، فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول : لا ، إنّ بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمّة.
ولاحظ كنز العمال ، ج ١٤ ، ص ٣٣٤ ، الرقم ٣٨٨٤٦.
(٢) صحيح البخاري ، ج ٤ ، باب نزول عيسى بن مريم عليهالسلام ، ص ١٦٨. وصحيح مسلم ، ج ١ ، باب نزول عيسى ، ص ٩٤ ، وكنز العمال ، ج ١٤ ، ص ٣٣٤ ، الرقم ٣٨٨٤٥.
(٣) بين يدي الساعة للدكتور عبد الباقي ، ص ١٢٣ ـ ١٢٥.