محفوظة ، فلا تنقطع الصلة بين المبتدأ والمعاد ، خصوصا أنّ أجزاء البدن المبعثرة ، معلومة لله سبحانه. فهو يركّب تلك الأجزاء المبعثرة ، وتتعلق بها الروح ، قال سبحانه : (قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ، وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ) (١). وقال سبحانه : (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ ، وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (٢). فالتعبير ب (خَلْقٍ عَلِيمٌ) مكان «خلق قدير» ، إشارة إلى علمه تعالى بأجزاء بدن كل إنسان.
إلى هنا فرغنا من الإجابة عن الشبهات المطروحة حول المعاد التي ذكرها القرآن ، وبما أنّ الإجابة عن الشبهتين الأخيرتين مبني على تجرّد الروح وبقائها بعد الموت ، نفرده بالبحث ونثبت هذا التجرّد عقلا ونقلا ، وهو من مهام البحوث في المعاد.
* * *
__________________
(١) سورة ق : الآية ٤.
(٢) سورة يس : الآية ٧٩.