وبما أنّ الرجعة من الحوادث المهمة في الأمم السالفة ، فيجب أن يقع نظيرها في هذه الأمة أخذا بالمماثلة ، والتنزيل.
وقد سأل المأمون العباسي ، الإمام الرضا عليهالسلام عن الرجعة فأجابه ، بقوله : إنّها حق ، قد كانت في الأمم السالفة ، ونطق بها القرآن ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة (١).
هذه هي حقيقة الرجعة ودلائلها ، ولا يدّعي المعتقدون بها أكثر من هذا ، وحاصله عودة الحياة إلى طائفتين من الصالحين والطالحين ، بعد ظهور الإمام المهدي عليهالسلام ، وقبل وقوع القيامة. ولا ينكرها إلّا من لم يمعن النظر في أدلتها (٢).
* * *
أسئلة وأجوبتها
السؤال الأول ـ كيف يجتمع إعادة الظالمين مع قوله سبحانه : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (٣) فإن هذه الآية تنفي رجوعهم بتاتا ، وحشر لفيف من الظالمين يخالفها.
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٥٣ ، ص ٥٩ ، الحديث ٤٥.
(٢) بقي هنا بحثان :
١ ـ من هم الراجعون.
٢ ـ ما هو الهدف من إحيائهم.
وإجمال الجواب عن الأول أن الراجعين لفيف من المؤمنين ولفيف من الظالمين.
وإجمال الجواب عن الثاني ما جاء في كلام السيد المرتضى المنقول آنفا ، حيث قال : «إن الله تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان ، المهدي عليهالسلام ، قوما ممن كان تقدم موته من شيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ومشاهدة دولته ، ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم ... إلى آخر كلامه».
لاحظ تفصيل جميع ذلك في البحار ، ج ٥٣. والايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة ، للشيخ الحر العاملي.
(٣) سورة الأنبياء : الآية ٩٥.