والعبرة ، فلا معنى لقراءة الآيات وتفويض مفاهيمها التصديقيّة إلى الله ، بل يجب رفع إبهام المتشابهات عن طريق المحكمات.
نعم ، هناك مفاهيم تصورية مبهمة ، كحقيقة ذاته تعالى ، وصفاته ، وحقيقة الميزان والحساب والجنة والنار ، ولكنها مفاهيم تصورية خارجة عن موضوع البحث.
* * *
هذه جملة من الإشكالات ، وبالإحاطة بها وبأجوبتها ، تقدر على دفع ما لم نورده مما ذكروه (١).
وفي الختام ، نشير إلى أن مسألة الشفاعة مسألة إجماعية ، اتفق عليها الفريقان ، فلا تجد في كتاب كلامي إلّا التصديق بها.
قال القاضي عيّاض : «مذهب أهل السنة هو جواز الشفاعة عقلا ، ووجوبها سمعا بصريح الآيات ، وبخبر الصادق ، وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر ، بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين ، وأجمع السلف الصالح ومن بعدهم من أهل السنة ، عليها» (٢).
وقال الإمام أبو حفص النسفي : «والشفاعة ثابتة للرسل والأخيار في حق أهل الكبائر ، بالمستفيض من الأخبار» (٣).
* * *
__________________
(١) راجع في الوقوف على سائر الإشكالات وأجوبتها ، مفاهيم القرآن ، ج ٤ ، ص ٢٤٦ ـ ٢٥٦.
(٢) بحار الأنوار ، ج ٨ ، ص ٦٢.
(٣) شرح العقائد النسفية ، ص ١٤٨. ولاحظ أنوار التنزيل للبيضاوي ، ج ١ ، ص ١٥٢. ومفاتيح الغيب ، للرازي ، ج ٣ ، ص ٥٦. ومجموعة الرسائل الكبرى ، لابن تيمية ، ج ١ ، ص ٤٠٣. وتفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٣٠٩. وغير ذلك من المصادر.