أمر ضروري الوقوع ، ساقط. وذلك لأن بين تلك الأدلة التي توجب ضرورة المعاد ، عللا غائية ، كتجلّي عدله سبحانه في المعاد ، أو كمال الإنسان ، ومعها لا معنى للسؤال عن غاية المعاد.
ومن العجب أنّ السائل يجعل اللذة الجسمانية شيئا لا حقيقة له ، وأنها ما هي إلا دفع الألم. ولا أظن أنّه نفسه يقدر على تطبيقه على جميع موارد اللذة ، فهل في اللذة الجسمانية الحاصلة من التأمل في روضة غنّاء ، دفعا للألم ، بحيث لو لاه لكان غارقا في الآلام والأوجاع ، أو أنها لذة واقعية مناسبة للنفس في مقامها المادي ، وقس على ذلك غيره.
وهناك جوابان آخران تقدّما في الجزء الأول عند البحث عن ثمرات التحسين والتقبيح العقليين ، فلا نعيدهما (١).
* * *
__________________
(١) لاحظ الإلهيات ، ج ١ ص ٢٩٣ ـ ٣٠٠.