الاستفتاء الشعبي ، لم يكن له أصل في منطق الصحابة ، وإنّما اخترعت هذه الألفاظ في فترة خاصة ، في مقابل خلافة الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام.
ثم إنّ هاهنا أمرا بديعا يجب إلفات نظر الباحث إليه وهو إنّه إذا كان ترك الأمّة بلا راع ، أمرا غير صحيح في منطق العقل ، أو كان ترك تعيين القائد كترك الضأن بلا راع لها ، فكيف يجوز لهؤلاء أن ينسبوا إلى النبي أنّه ترك الأمّة بلا راع ، وودعهم بعده هملا ، يخشى عليهم الفتنة. فكأنّ هؤلاء كانوا أعطف على الأمّة من النبي الأكرم ، وأحنّ على مصالحها منه؟ إنّ هذا ممّا يقضي منه العجب.
غير أنّ كلّ من كتب في الإمامة ، وواجه هذا التاريخ المسلّم ، حاول تصحيح هذه التنصيبات بأنّ تعيين القائد السابق ، الإمام اللاحق ، أحد طرق انعقاد الإمامة ، ولكن هؤلاء قد جمعوا بين المختلفين ، فتارة يعترفون بالتنصيب ، وأخرى بالانتخاب ، وبعبارة أخرى : يعترفون بكفاية رأي واحد من الأمّة تارة ، ويشترطون تصويت الشعب ، أو الصحابة ، ثانيا.
* * *