القرينة الرابعة : التكبير على إكمال الدين ، حيث لم يتفرقوا بعد كلامهصلىاللهعليهوآله ، حتى نزل أمين وحي الله بقوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (الآية) ، فقال رسول الله : «الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ، ورضى الرب برسالتي ، والولاية لعلي من بعدي ، فأي معنى يكمل به الدين ، وتتم به النعم ، ويرضى به الربّ في عداد الرسالة ، غير الإمامة التي بها تمام الرسالة ، وكمال نشرها وتوطيد دعائمها.
القرينة الخامسة : نعي النبي وفاته إلى الناس ، حيث قال صلىاللهعليهوآله : «كأنّي دعيت فأجبت». وفي نقل : «إنّه يوشك أن ادعى» ، أو ما يقرر ذلك ، وهذا يعطي أنّ النبي قد بقيت من تبليغه مهمة ، يحذر أن يدركه الأجل قبل الإشادة بها ، وهي تعرب عن كون ما أشاد به في هذا المحتشد ، تبليغ أمر مهم ، يخاف فوته ، وليس هو إلّا الإمامة.
أضف إليه أنّه يعرب بذلك عن أنّه سوف يرحل من بين أظهرهم ، فيحصل بعده فراغ هائل ، وأنّه يسدّ بتنصيب عليّ في مقام الولاية.
القرينة السادسة : التهنئة ، جاء في ذيل الحديث ، وأخرجه الطبري في كتاب «الولاية» عن زيد بن أرقم ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : «معاشر الناس ، قولوا : أعطيناك على ذلك عهدا عن أنفسنا ، وميثاقا بألسنتنا ، وصفقة بأيدينا ، نؤدّيه إلى أولادنا وأهالينا ، لا نبغي بذلك بدلا ، وأنت شهيد علينا ، وكفى بالله شهيدا ، قولوا ما قلت لكم ، وسلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين ، وقولوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله ، فإنّ الله يعلم كلّ صوت ، وخائنة كل نفس ، فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه ، (وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) قولوا ما يرضي الله عنكم ، فإن تكفروا ، فإنّ الله غنيّ عنكم».
القرينة السابعة : الأمر بإبلاغ الغائبين : وقد أمر صلىاللهعليهوآله في آخر خطبته بأن يبلّغ الشاهد الغائب ، فما معنى هذا التأكيد ، إذا لم يكن هناك مهمة لم تتح الفرص لتبليغها على نطاق واسع ، ولا عرفته جماهير المسلمين ، وما هي إلّا الإمامة.