قال الأخطل (١) :
كذبتك عينك أم رأيت بواسط |
|
غلس الظلام من الرباب خبالا |
وقال ابن أبى ربيعة (٢) :
ثم قالوا تحبها قلت بهرا |
|
عدد النجم والحصى والتراب |
وقال غيره
فو الله ما أدرى وإنى لحاسب |
|
بسبع رمين الجمر أم بثمان |
وقد روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال فى قوله ـ تعالى ـ (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) (٣) هو «أفلا اقتحم العقبة».
الثانى : أنه ذكر ذلك على طريق الفرض ، والتقدير فى حالة نظره ، وفكره ؛ لينظر ما يؤدى إليه ذلك الفرض من صحة ، أو فساد ؛ فلا يكون بذلك مخبرا.
سلمنا أنه مخبر بقوله (هذا رَبِّي) لكنه لا يكون كاذبا فيه لوجهين :
الأول : أنه إنما أخبر بذلك على مذهب قومه ، واعتقادهم ، وتقديره هذا ربى على مذهبكم ، واعتقادكم.
__________________
(١) الأخطل : غياث بن الغوث بن الصلت بن طارقة ، من بنى تغلب ، أبو مالك شاعر فى شعره إبداع اشتهر فى عهد بنى أمية بالشام ، وأكثر من مدح ملوكهم. نشأ على المسيحية فى أطراف الحيرة بالعراق.
ولد سنة ١٩ ه وتوفى سنة ٩٠ ه وكانت إقامته طورا فى دمشق مقر الخلفاء وحينا فى الجزيرة حيث يقيم قومه بنو تغلب.
كانت بينه وبين جرير والفرزدق منافسة وهجا كل منهم الآخرين فتناقل الرواة أشعارهم. والبيت المذكور ورد فى ديوانه ١ / ١٠٥.
[الأغانى للأصفهانى طبعة دار الكتب ٨ / ٢٨٠ والأعلام للزركلى ٥ / ١٢٢].
(٢) عمر بن أبى ربيعة : عمر بن عبد الله بن أبى ربيعة المخزومى القرشى أبو الخطاب : أرق شعراء عصره ، من طبقة جرير والفرزدق ، ولم يكن فى قريش أشعر منه. ولد فى الليلة التى توفى بها عمر بن الخطاب فسمى باسمه.
وكان يفد على عبد الملك بن مروان ؛ فيكرمه ويقربه. ورفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء فى الحج ؛ ويشبب بهن فنفاه إلى (دهلك) ثم غزا فى البحر ؛ فاحترقت سفينته فمات فيها غرقا. له ديوان شعر مطبوع.
والبيت المذكور فى الديوان ص ٤٣١.
كتب عنه الكاتب الكبير عباس محمود العقاد [عمر بن أبى ربيعة شاعر الغزل]
ولد سنة ٢٣ ه وتوفى سنة ٩٣ ه [وفيات الأعيان لابن خلكان ١ / ٣٥٣ والأعلام للزركلى ٥ / ٥٢].
(٣) سورة البلد ٩٠ / ١١.