الْمِيعادَ (٢٠)) [الزمر : ٢٠]. وقال تبارك وتعالى في حكمه يوم القيامة بين الخلق بعدله ، وقضائه يومئذ بين العباد بعدل فصله : (الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٧) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (١٨) يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩) وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٢٠)) [غافر : ١٧ ـ ٢٠]. وقال سبحانه : (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (٣٨) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (٣٩)) [المرسلات : ٣٨ ـ ٣٩]. يقول تبارك وتعالى هذا (١) يوم القضاء بالعدل الذي كنتم به تكذبون : (* احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ (٢٣) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (٢٤) ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ) (٢٥) [الصافات : ٢٢ ـ ٢٥]. فلعدله سبحانه في الحكم ، وتعاليه عن كل ظلم ، وقّفوا فعرّفوا ، وبعد المسألة (٢) صرفوا ، إلى ما استحقوا من الجحيم ، واستوجبوا من العذاب الأليم.
فاستقبل حشو هذه (٣) العامة ما بيّن الله من هذا كله بجحده ، وجاهروا الله وأولياءه علانية برده ، فكلما دعاهم المهتدون ليهتدوا ، استكبروا عن الهدى وصدوا ، وكلما ذكروهم بالله ليذكروا ، أعرضوا عن تذكيرهم بالله وفروا ، فكلهم مصرّ مستكبر ، مولّ عن الهدى مدبر ، كأنهم في ذلك بفعلهم ، وما أصروا عليه من جهلهم ، قوم نوح إذ يقول فيهم ، صلى الله عليه لا عليهم : (قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً (٥) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً (٦) وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً (٧)) [نوح : ٥ ـ ٧]. فكلهم عدو للصادقين على الله (٤) مكذب ، وفؤاد كل امرئ منهم
__________________
(١) سقط من (ب) و (ج) : هذا.
(٢) في (أ) و (ج) و (د) : المسألة ما صرفوا.
(٣) سقط من (أ) و (د) و (ه) : هذه.
(٤) في (أ) : عدو الصادقين. وفي (ه) : عدوا للصادقين. وسقط من (ب) : على الله.