فإن شئت تكلمنا فيه. على أنه قد ظهر من حمقهم لأهل العقول ما يزعهم (١) عن القول بمقالتهم.
قال الملحد : وكيف يجوز أن يكون الإنسان إنسانا في الظاهر ، وكلبا حمارا خنزيرا فيلا (٢) ، في الباطن؟! قال القاسم عليهالسلام : كما جاز أن تكون صورة التمرة والنخلة كامنة في النواة!!
قال الملحد : فإن بين التمرة والنخلة والنواة مشاكلة ، وليس بين الإنسان والكلب مشاكلة.
قال القاسم عليهالسلام : لو كان بين التمرة والنخلة والنواة مشاكلة مع اختلاف الصورة ، لجاز أن يكون بين الإنسان والكلب مشاكلة!!
قال الملحد : فإن النواة إذا انتقلت من صورتها ، انتقلت إلى صورة النخلة (٣).
قال القاسم عليهالسلام : وكذلك الإنسان إذ تفرقت أجزاؤه جاز أن يكون كلبا في الطبع والقوة والهيولية عندك ، فمهما أتيت به فيه من شيء (٤) تريد الفرق بينهما فهو لي عليك ، أو مثله.
ووجه آخر وهو : أن الصورة لو كانت في الأصل نفسه ، لكان الأصل نفسه هو التمرة ، لأن التمرة إنما بانت من (٥) سائر المصورات ، وعرفت من غيرها بالصورة ، فعلى هذا يجب أن يكون أصلها التمرة ، وهذا مكابرة العقول ، لأنه لو كان هذا هكذا ، لكان
__________________
لا يدرون ، وإذا ما شكوا فإنهم يشكون في أنهم شكوا.
(١) في (ب) و (د) : يرغبهم.
(٢) سقط من (ه) و (و) : فيلا.
(٣) سقط من (أ) : قول القاسم وجواب الملحد عليه.
(٤) في (أ) و (ج) : فمهما أثبت به من شيء. وفي (ب) : فمهما ثبت من شيء. وفي (د) : فمهما أثبت به فيه من شيء. وفي (ه) : فمهما أثبت به من شيء. وفي (و) : فمهما أثبت به شيء. ولفقت النص من الجميع.
(٥) في (ب) و (د) : عن.