بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله خالق كل معبود ، المستوجب للحمد في كل موجود ، الذي لا يقصر عنه بالحمد من رشيد خلقه حامد ، الصمد الذي ليس من ورائه غاية يصمدها صامد.
دليل من استدل بالحقائق ، فيما فطر سبحانه من مختلف الخلائق ، التي يوجد من اختلافها ، وما خالف بينه من أصنافها ، ما يوجد من اختلاف الظّلم والأنوار ، وفرقة ما بين الليل والنهار ، بل أكثر في الفرقة بيانا ، وأوضح في التباين فرقانا ، لتفاوت ما فيها من اختلاف الألوان والطعوم ، ولضروب ما فيها من كل محسوس ومعلوم ، دلالة منه سبحانه بمتفاوتها ، ومختلف ما بين حالاتها ، على الأول الأحد ، السابق لكل عدد ، الذي لا يكون ثان إلا من بعده ، ولا يثبت الثاني إلا من بعد عده ، البعيد من مساواة الأنداد ، المتعالي عن مناواة الأضداد.
نحمده على ما هدانا إليه ، ودل برحمته من توحيده عليه ، ونسأله أن يصلي على ملائكته المصطفين ، وعلى جميع رسله والنبيين ، وأن يخص محمدا في ذلك من صلواته ، بأفضل ما خص به أهل كراماته ، ونستعينه لا شريك له على شكر نعمته ، فيما وهب لنا من أبوة محمد عليهالسلام وولادته ، والحمد لله رب العالمين ، ونعوذ به (١) من عماية العمين.
__________________
(١) في (ب) : بالله.