الصانع للنجوم السبعة ، المتعالي عن مشابهة كل مصنوع كان أو يكون وكل صنعة.
وكذلك قالت النصارى : إن الله خلق الأشياء بابنه نفسه ، وحفظها ودبّرها بروح قدسه ، وإن الابن خلق الخلق وفطره ، وإن روح القدس حفظ الخلق ودبّره ، وزعموا أن قوة الخلق غير قوة الحفظ والتدبير ، وأن الأب لم ينفرد من ذلك كله بقليل ولا بكثير ، وأن حال الأب والابن وروح القدس في الإلهية واحدة ، وأن عبادة كل واحد منهم (١) عليهم واجبة.
وكذلك زعم المشركون من أصحاب النجوم أن الله خلق الحيوان الميت ودبّره بالنجوم السبعة ، وأن بهن وبما جعل الله من القوة فيهن كانت من ذلك كل بريته وكل صنعة ، فأقوالهم كلهم (٢) في أن لله ولدا واحدة (٣) غير مفترقة ، وفريتهم جميعا في ذلك على الله فكاذبة غير مصدقة ، إذ شبهوا بالله غيره ، فجعلوه ولده ونظيره.
وفي القول بالولادة والاشتباه ، (٤) إبطال من قائله لكل إله ، لأنهما إذا تماثلا واشتبها ، لم يكن كل واحد منهما إلها ، لأنه لا يقدر مع تشابههما أحدهما على إبطال الآخر ، وإذا لم يقدر على إبطاله كان عاجزا غير قادر ، ومن كان في شيء من الأشياء كلها عاجزا ، كان عجزه له (٥) عن الربوبية والإلهية حاجزا.
وإن قال قائل كان (٦) كل واحد منهما قادرا على إبطال نظيره ، ففي ذلك أدل الدلائل على نقص كل واحد منهما وتقصيره ، وإذا كان كل واحد منهما منقوصا مقصّرا ، (٧) لم يكن من الأشياء كلها لشيء صانعا مدبرا ، ليس له كفؤ من الأشياء كلها ولا مثل ولا نظير ، ولم يوجد في السماء ولا في الأرض ولا فيما بينهما صنع ولا تدبير ،
__________________
(١) سقط من (أ) و (د) و (ج) : منهم.
(٢) في (د) : كلهم جميعا في.
(٣) في (أ) : أوجده. مصحفة.
(٤) في المخطوطات : في الولادة. ولعل الصواب ما أثبت. وفي (د) : والأشياه.
(٥) سقط من (ج) : له.
(٦) في (د) : فإن قال. وسقط من (ج) : كان.
(٧) في (ج) : مقسّرا.