مفزعا مذعرا.
قالوا فلما فرغ من كلامه هذا كله ، عجب من حضره من حكمته فيه وقوله ، ثم لا سيما الكتبة والأحبار ، فإنهم كانوا أعجبهم به (١).
__________________
(١) نص الإنجيل هكذا : ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل. فلما جلس تقدم إليه تلاميذه ، ففتح فاه وعلمهم قائلا : طوبى للمساكين بالروح. لأن لهم ملكوت السماوات ، طوبى للحزانى لأنهم يتعزون ، طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض ، طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون ، طوبى للرحماء لأنهم يرحمون ، طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله ، طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون ، طوبى للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السماوات ، طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين ، افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السماوات ، فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم ، أنتم ملح الأرض ، ولكن إن فسد الملح فبما ذا يملح ، لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يطرح خارجا ويداس من الناس.
أنتم نور العالم ، لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل ، ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت ، فليضئ نوركم هكذا قدام الناس ، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات ، لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ، ما جئت لأنقض بل لأكمل ، فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض ، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل ، فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعا أصغر في ملكوت السماوات ، وأما من عمل وعلّم فهذا يدعا عظيما في ملكوت السماوات.
فإني أقول لكم إنكم إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات ، قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل ، ومن قتل يكون مستوجب الحكم ، وأما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ، ومن قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع ، ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم ، فإن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك ، فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولا اصطلح مع أخيك ، وحينئذ تعال وقدم قربانك.
كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق ، لئلا يسلمك الخصم إلى القاضي ، ويسلمك القاضي إلى الشرطي فتلقى في السجن ، الحق أقول لك لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الأخير ، سمعتم أنه قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب أقسامك ، وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة ، لا ـ