__________________
ـ بالسماء لأنها كرسي الله ، ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه ، ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم ، ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء ، بل ليكن كلامكم نعم نعم ، لا لا ، وما زاد على ذلك فهو من الشرير.
سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن ، وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر ، بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضا ، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا ، ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين ، ومن سألك فأعطه ، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده ، سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبعض عدوك ، وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات ، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ، ويمطر على الأبرار والظالمين ، لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم ، أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك؟! وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون ، أليس العشارون أيضا يفعلون هكذا؟! فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي هو في السماوات كامل.
احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم ، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات ، فمتى صنعت صدقة فلا تصوّت قدامك بالبوق كما يفعل المراءون في المجامع ، وفي الأزقة لكي يمجدوا من الناس ، الحق أقول لكم : إنهم استوفوا أجرهم ، وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك ، لكي تكون صدقتك في الخفاء ، فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية ، ومتى صليت فلا تكن كالمرائين ، فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس ، الحق أقول لكم : إنهم قد استوفوا أجرهم ، وأما أنت فمتى صليت فادخل في مخدعك واغلق بابك وصل إلى أبيك الذي في الخفاء ، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية ، وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم ، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم ، فلا تتشبهوا بهم ، لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه ، فصلوا أنتم هكذا : أبانا الذي في السماوات ، ليتقدس اسمك ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك في الأرض ، خبزنا كفافنا أعطنا اليوم ، واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا ، ولا تدخلنا في تجربة ، لكن نجنا من الشرير ، لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد ، آمين.
فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي ، وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم ، ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين ، فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين ، الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم ، وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك ، لكي لا تظهر للناس صائما بل لأبيك الذي في الخفاء ، فأبوك الذي يرى في الخفاء ـ