__________________
ـ يجازيك علانية.
لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ ، وحيث لا ينقب سارقون ويسرقون ، لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا ، سراج الجسد هو العين ، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا ، وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما ، فإن كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون؟!
لا يقدر أحد أن يخدم سيدين ، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر ، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر ، لا تقدرون أن تخدموا الله والمال ، لذلك أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ، ولا لأجسادكم بما تلبسون ، أليست الحياة أفضل من الطعام ، والجسد أفضل من اللباس ، انظروا إلى طيور السماء ، إنها لا تزرع ولا تحصد ، ولا تجمع إلى مخازن ، وأبوكم السماوي يقوتها ، ألستم أنتم بالحري أفضل منها ، ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة ، ولما ذا تهتمون باللباس ، تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو ، لا تتعب ولا تغزل ، ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها ، فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا ، أفليس بالحري جدا يلبسكم أنتم يا قليلي الايمان ، فلا تهتموا قائلين ما ذا نأكل؟ أو ما ذا نشرب؟ أو ما ذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها الأمم ، لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها ، لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره ، وهذه كلها تزاد لكم ، فلا تهتموا للغد ، لأن الغد يهتم بما لنفسه ، يكفي اليوم شره.
لا تدينوا لكي لا تدانوا ، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون ، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ، ولما ذا تنظر القذى الذي في عين أخيك ، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟! أم كيف تقول لأخيك دعني أخرج القذى من عينك ، وها الخشبة في عينك ، يا مرآئي أخرج أولا الخشبة من عينك ، وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى من عين أخيك.
لا تعطوا القدس للكلاب ، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير ، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم ، اسألوا تعطوا ، اطلبوا تمجدوا ، اقرعوا يفتح لكم ، لأن كل من يسأل يأخذ ، ومن يطلب يجد ، ومن يقرع يفتح له ، أم أي إنسان منكم إذا سأله ابنه خبزا يعطيه حجرا ، وإن سأله سمكة يعطيه حية ، فإن كنتم وأنتم أشرارا تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة ، فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه ، فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم ، افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم ، لأن هذا الناموس والأنبياء.
ادخلوا من الباب الضيق لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه ، ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة ، وقليلون هم الذين ـ